المتابعون

الخميس، 4 ديسمبر 2008

استخدام تقنيات التعليم عبر التاريخ


كانت الحياة في العصور البدائية القديمة بسيطة وتضم ثقافة وخبرات محدودة تستوعب بتوجيه من الآباء وعن طريق الممارسة والمشاهدة. ثم تعقدت الحياة في المجتمع وكثرت خبراته فأنشئت المدارس لتشارك المنازل في مسئولية التعليم، ولكنها إهتمت بالتعريفات والتصنيفات والتذكر والتسميع؛ تاركة الخبرات المباشرة الحية يقوم بها الآباء أيضا. ولكن عندما بدأ إهتمام الإنسان بفهم عملية التعلم وأسسها بذلت محاولات عديدة ومستمرة لإبتداع طرق واساليب لعرض المادة الدراسية وتحسين عملية التعليم لرفع مستوى المتعلم في المعرفة والمهارة وجذب إهتمامه لمساعدته على إستيعاب المعلومات واكتساب الخبرات والمهارات وجعل العمل المدرسي ذو معنى بالنسبة له.
ونرى في آثار المصريين القدماء أمثلة لاستخدام الرسوم والصور والتماثيل في التعبير. كما استخدم المدرسون الأغريق والرومان الرحلات التعليمية ومناضد الرمل والأشياء الحقيقية في التدريس. وقد قدر الرومانيون أهمية الفنون التعبيرية كالرسم والنحت كوسيلة لتحسين عملية التدريس، حيث استخدمت معينات بصرية في المدارس بجانيب اللغة اللفظية.
وقد استخدمت الكنيسة في العصور الوسطى التماثيل والصور والنحت والمجسمات في تعليم الشعب العقائد الدينية. وفي عصر النهضة استخدم مسرح العرائس في التدريس والتسلية.
وباختراع الطباعة في أوربا استمر الإهتمام بالصور والرسوم حيث ظهر في عام 1460 أول كتاب يستخدم الصور بجانب الكلام. ونوقشت أسس استخدام المحسوسات في التعليم في كتابات كل من جان جاك وبستالوزي وفروبل وغيرهم من رجال التربية، حيث أهتم كثير منهم بالرحلاات التعليمية وبالتعليم على الطبيعة. وعندما دخلت العلوم الحديثة في المنهج استخدمت المدارس المحسوسات كالنماذج والمجسمات والميكروسكبات والبوصلات وغيرها من الأجهزة والأدوات.
وقد قدمت الثورة الصناعية والعلمية في أوربا أبعادا جديدة أمكن استخدامها في توسيع نطاق هذه المحسوسات، حيث أخترعت آلة التصوير التي أناحت لنا تسجيل صور الأحداث المحتلفة. وفي أواخر القرن التاسع عشر أخترعت آلة التصوير المتحرك، وبذلك ظهرت وسيلة تستطيع تسجيل الحركة وتعيدها مرة أخرى على على شاشة العرض.
وبظهور المذياع أضيف جهاز فعال لنقل اللغة المسموعة والمؤثرات الصوتية والموسيقى إلى أعداد ضخمة من الدارسين. وبعد ذلك جاء اختراع التلفزيون في النصف الثاني من القرن العشرين مما أتاح نقل الصورة والصوت على نطاق أوسع، ثم جاء اختراع الفيديو الذي وفر تسجيل الصوت والصورة معا.
ومن بعد كان اختراع الحاسوب ( الكمبيوتر) والذي دخل مجال التعليم والتدريس من باب استخدامه في التعليم المبرمج وتفريد التعلم.
ومع أن إستخدام التقنيات التعليمية انتشر في معظم المدارس إلا أن عملية التدريس ظلت تعتمد بصفة أساسية على المعلم وعلى الكتاب المدرسي، أما الوسائل الأخرى فلم تعدو زيادات تضاف إلى الدرس لكي تشوق المتعلمين أو تؤكد ما يقوله المعلم أو الكتاب وبدت الوسيلة التعليمية كأنها ليست شيئا جوهريا في عملية التدريس حتى ظهر مفهوم جديد في استخدامها، حيث برزت العديد من الآراء ونتائج البحوث والتي تمثلت فيما يلي:
1- إن التعليم لا يتم إلا من خلال نشاط ذاتي يقوم به المتعلم للحصول على المعرفة أو أكتساب المهارات من خلال تفاعله مع الحياة نفسها أو بدائلها المتمثلة في مصادر متنوعة طبيعية وصناعية.
2- إن المعلم والكتاب ليس وحدهما قادرين على تحقيق الأهداف التعليمية التي تنوعت وتعددت.
3- هناك العديد من الوسائل والأساليب التي يمكن أن تحقق بعض الأهداف التعليمية بدرجة لا تقل إن لم تزد عن درجة تحقيق المعلم أو الكتاب لها. ومع ذلك يجب أن ننتبه إلى مفهوم التقنيات التعليمية لا يعني بأي حال من الأحوال فقط هذه الأجهزة والأدوات وإنما يمثل أفكارا وآراء ثم أشخاص وأدوات، أي أي أن التقنية التعليمية في مفهومها الحديث هي توظيف العلم والأجهزة والأدوات من أجل تحقيق الأهداف التدريسية بحيث يمكن للمعلم أن يصمم وينتج وسائل تعليمية من بيئته المحلية بحيث تتناسب مع الموقف التعليمي تحقق الهدف التدريسي الذي يريد تحقيقه.
4- كما أن الكثير من المشكلات الني تواجه التعليم في العضر الحالي مثل زيادة عدد الطلاب في الفصل الواحد ونقص التفاعل بين المعلم والمتعلم ونقص الأمكانات مما يتطلب البحث عن وسائط التعليم إلى جانب المعلم والكتاب.
5- كما أن مبدأ التعلم الذاتي أصبح ضرورة لكل فرد بصرف النظر عن حدود الزمان والمكان، كما تتطلبها مواجهة التطور السريع في المعرفة وأساليب الحياة والإنتاج مما يستلزم وجود وسائط غير نقيدية في التدريس.
ومن خلال تلك المتطلبات ظهر مفهوم جديد وحديث في استخدام التقنيات التعليمية يختلف تماما عن الأسلوب التقليدي والقديم الذي كان يعتمد في السابق على اللغة اللفظية والمسموعة المستخدمة إلى الآن في مدارسنا وجامعاتنا.حيث يعتمد عليه كثير من المعلمين إعتمادا كليا في كثير من الأحيان وهو من أكثر الوسائط شيوعا حيث تصرف الدولة اموالا طائلة على إنتاج الكتب.

ليست هناك تعليقات: