المتابعون

الأحد، 16 مارس 2014

أساسيلت المناهج: ءمفهوم المنهج

مفهوم المنهج


مفهوم المنهج التقليدي:

يعرف المنهج التقليدي بأنه مجموعة المعارف والمعلومات التي تقدم للتلاميذ، ثم يتم التأكد فهمها عن طريق الامتحانات. وهذا مفهوم ضيق للمنهج، حيث يستبعد كل الأنشطة التي يمكن أن يمارسها التلاميذ في إطار المواد الدراسية أن كانت داخل المدرسة أو خارجها.
المنهج التقليدي يعتمد على تحفيظ التلاميذ المعلومات واصطناع الوسائل التي تكشف عن مقدار ما حفظوه. ويختلف هذا المفهوم مع التصور السليم لنظرية النمو المتكامل للفرد، والتي تتطلب الاهتمام بعقله وجسمه ووجدانه.
وبناءً على هذا المعيار فإن المنهج التقليدي يتعامل مع نظرية النمو المتكامل للفرد على النحو التالي:
1- يركز على الجانب المعرفي، وفي إطاره الضيق الذي يتمثل في تحصيل قدر معين من المواد وحفظها، مع إهماله لتنمية طرق التفكير السليم وكتساب المهارات المتصلة بالتخيل والتصور والابتكار.
2- يفترض المنهج التقليدي أن تزويد المتعلمين بالمعارف والمهارات كافياً لجعلهم قادرين على استخدامها في مجال التطبيق والعمل، بينما الطريق لضمان تلك القدرة تتطلب أن تتاح للمتعلمين ومن خلال العملية التعليمية مواجهة مختلف المواقف التي تتيح لهم تنمية تلك القدرات.
3- أدت النظرة التقليدية للمنهج والمبالغة في النواحي النظرية إلى العزوف عن التطبيقات العملية والنشطة المصاحبة لها. والمعروف انه عند تدريس المعارف والمعلومات لابد للمتعلمين من الوقوف على خبرات حسية مباشرة حتى تزداد بوضوح تلك المعارف ويتوافر رصيد كاف لحسن فهمها وتطبيقها.
4- إن المدرس والمتعلم في المنهج التقليدي يتحركان داخل مقرر دراسي معين يصطبغ بصبغة لفظية. وينأى عن التجديد والابتكار. وفي ذلك حد لنشاط المدرس وضرب سياج حول اشتراكه الفعلي مع تلاميذه أو طلابه في تخطيط وتنفيذ وتقويم عمل مفيد.

مفهوم المنهج الحديث:

يعرف المنهج الحديث بأنه مجموعة متنوعة من الخبرات يتم تشكيلها بصورة تسمح للمتعلم للمرور بها. ومن ثم تتم استفادته مما تمنحه له من خبرات جديدة. أو ما تضيفه إلى خبراته السابقة. ويعني ذلك مختلف عمليات التدريس. وما يقدم من مواد دراسية تظهر نتائجها فيما يتعلمه التلاميذ أو الطلاب. وقد يكون ذلك من خلال المدرسة أو أي من المؤسسات التعليمية أو الاجتماعية الأخرى التي تتحمل مسئولية التربية.ويشترط في تلك الخبرات أن تكون منطقية، قابلة للتطبيق ومؤثرة.

ولتفسير هذه المفاهيم عن تعريف المنهج نجد ما يلي:
1- المنهج هو مجموعة من الخبرات التي يتم تشكيلها:
المقصود بالخبرة في هذا المجال هو المواقف التعليمية المنظمة التي يخططها المعلم ويضع تصوره لكيفية تحديد مستوياتها وما يلزمها من إمكانات وأنشطة تعليمية يقوم بها التلاميذ. وقد تكون هذه المواقف داخل الفصل الدراسي أو خارجه، أو ربما خارج المدرسة. وفي كل حالة من هذه الحالات يختلط قدر من المادة الدراسية كالكتاب المدرسي مثلاً بطريقة أو أكثر من طرق التدريس وبتقنية معينة من تقنيات التعليم ونشاط مصاحب أو أكثر بحيث يؤدي الموقف التعليمي ( الخبرة) إلي مخرجات ونتائج يحددها المعلم منذ البداية في صورة أهداف سلوكية واضحة المعالم. تصف الأداء أو التغيير الذي يطرأ على سوك التلميذ أو المتعلم.
وتعتبر الخبرة هي الأساس والجوهر في بناء المنهج الدراسي. وتكتسب الخبرات عادة خلال حياة الإنسان، ليس من خلال المدرسة أو المؤسسة التعليمية فحسب بل من خلال مختلف المؤسسات الأخرى التي يتعامل معها المتعلم في حياته اليومية.
والخبرة كمجال للتعامل تعني أن المتعلم من خلال المرور بها يحتك بكل مكوناتها استناداً إلى خبراته السابقة التي يسبق أن تعلمها من قبل. ويحتاج التفاعل المتميز للمتعلم مع الخبرة أن يكون على مستوى جيد من التنظيم. وأن يكون المعلم قادراً على أدائها بكفاءة.

2- إتاحة الفرصة للمتعلم للمرور بالخبرة:
وهذا يعني أن اختيار محتوى المنهج أو تأليف الكتاب المدرسي لا يكفي وحده ولا يدل على تشكيل الخبرات. حيث يتطلب ذلك أن يتكامل محتوى المنهج أو الكتاب مع عدة جوانب أخرى لتشكيل هذه الخبرات فالتوجيهات أو التعليمات التي تصاحب المنهج، القصد منها أن تساعد المعلم على تشكيل الخبرات المربية تيسيراً للتعلم، وتحقيقاً لأهداف المنهج. ويعتبر دليل المعلم أو مرشد المعلم وسيلة مساعدة على اكتساب تلك الخبرات، خاصة بالنسبة للمعلمين حديثي التخرج، أو حديثي العهد بمهنة التدريس. ويحتاج مرور المتعلم بالخبرة إلى استعداد من جانب المتعلم والمعلم. فالمعلم هو الذي يوجه المتعلم إلى ممارسة بعض الأنشطة بصورة إيجابية ليتمكن من خلالها أن يحقق أقصى فائدة من الخبرة المتاحة. والمعلم هو الذي يقوم بإعداد وتنظيم وإدارة الخبرة التي يعد المتعلم للمرور بها. ويفضل أن يشارك المتعلم في تحديد الأهداف المطلوب تحقيقها من خلال تلك الخبرة، الأمر الذي يزيد من حماسة المتعلم ورغبته في تحقيق أهداف الخبرة.
وتشتمل عملية تنظيم الخبرة على إعداد وتجهيز كل ما تحتاجه الخبرة من مختلف المواد التعليمية المساعدة كالملصقات والشرائح والشفافيات الأجهزة والمعدات المختلفة.بجانب الأسئلة التي سيوجهها المعلم للمتعلمين أثناء مرورهم بالخبرة.
أما إدارة الخبرة فيقصد بها الإجراءات التي يتبعها المعلم أثناء مرور المتعلمين بالخبرة منذ البداية وحتى النهاية بما فيها تحضير الدرس. كما يجب على المعلم أن يكون على دراية كاملة بخبرات المتعلمين السابقة، ويجب أن تكون له القدرة على الربط بين كل خبرة وأخرى، ويجب أن تكون لديه القدرة على إثارة اهتمام المتعلمين وجعلهم أكثر تشوقاً واستعداداً للمرور. بخبرات أخرى.

3- عمليات التدريس التي تظهر نتائجه فيما يتعلمه التلاميذ:
يمثل التدريس بعدا هاما من أبعاد الخبرة. حيث يحتاج أي موقف أو خبرة تعليمية إلى معلم لإجادتها. والتدريس هو وسيلة المعلم في تحقيق أهداف الخبرة المراد تقديمها للمتعلمين. هذا بجانب استعانة المعلم بمختلف الوسائل التعليمية التي تعينه على تحقيق الأهداف المحددة للخبرة. ويستطيع المعلم تقويم مدى نجاحه في تحقيق تلك الأهداف بملاحظة مدى انفعال المتعلمين بالخبرة وتفاعلهم معها. ومدى تقدمهم باتجاه الوصول إلى الأهداف المحددة. وعملية التدريس يمكن أن تتم داخل الفصل أو خارجه. وذلك حسب مقتضيات الخبرة المراد تعلمها.
وعلى المعلم تحديد طرق تدريسه حسب المواقف المختلفة للخبرات المراد تقديمها للمتعلم. ويستطيع المعلم المبتدئ أن يكون لنفسه فكراً وفلسفة خاصة به في ممارسته للمهنة. ويعد توصله إلى الطرق المناسبة لكل خبرة مقوماُ أساسياً من مقومات ذلك الفكر وتلك الفلسفة.

4- المؤسسات الاجتماعية التي تتحمل مسئولية التربية:
تتحمل المدرسة كمؤسسة تربوية القدر الأعظم من مسئولية تربية الأبناء، وذلك بحكم وظيفتها. فهي تضطلع بتنفيذ المناهج عن طريق تهيئة الخبرات سواء كانت داخل أو خارج جدرانها عن طريق المؤسسات الاجتماعية التي يمكن الاستفادة من طبيعة وظائفها في إثراء خبرات المنهج. فالتربويون ينظرون إلى كافة مؤسسات المجتمع ومؤسساته على إنها مصدر من مصادر التعلم. أما الخروج من المدرسة لاكتساب الخبرات من خارجها يجب أن يسبقه تخطيط وتنظيم شأنه في ذلك شان اكتساب الخبرة من داخل المدرسة بعد الموازنة بين القيمة التربوية للخبرة المكتسبة من داخل المدرسة ومن خارجها. هذا وتعتبر وسائل الإعلام المختلفة من صحف ومجلات وإذاعة مسموعة ومرئية بما فيها الفضائيات التي انتشرت في السنوات الأخيرة، إضافة إلى شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) وغيرها من الوسائط الإعلامية مصادر هامة وحيوية لاكتساب الخبرات.

5- شروط الخبرة المربية:
يجب أن تكون الخبرة منطقية وقابلة للتطبيق ومؤثرة. فعند تشكيل الخبرات التي يحتويها المنهج لابد من التأكد من بنائها على أساس منطقي يتقبله العقل. وأن تكون قابلة للتطبيق مع إمكانية أدائها إلى نتائج جيدة تساعد في مجموعها على تحقيق الأهداف المحددة لها. أما منطقية الخبرات فإنها تتوفر بوجود الخبير في ميدان المناهج على المستوى التخطيطي. أي عند تخطيط المناهج لابد من الاستعانة بالخبراء في هذا المجال. هذا بجانب المعلم الكفء الذي يستطيع ترجمة محتوى هذه المناهج إلى واقع عملي يعيشه التلاميذ أو الطلاب ويتأثرون به. أما قابلية الخبرة للتطبيق فيمكن تحقيقها بدراسة الإمكانات المتاحة سواء كانت إمكانات مادية أو بشرية. بجانب دراسة مدى إمكانية الإفادة من مصادر التعلم خارج المدرسة ومدى إمكانية التعاون بين مختلف المؤسسات التربوية في تنظيم الخبرات بها بما يضمن نجاحها، وتحقيق أقصى مستويات الاستفادة منها. أما فيما يتعلق بتأثير الخبرة المربية فيقصد به التأكد من أنها يمكن تؤتي ثمارها عند تنفيذها. وهذا يتطلب تدريساً ميدانياً فعلياً قبل إصدار القرار في ذلك الشان. وتجدر الإشارة إلى ضرورة تنوع الخبرات وجددها نسبة للتباينات العديدة من حيث مصادر التعلم والإمكانات المتاحة، ومن حيث تلبية حاجيات المتعلم في مختلف فئات العمر ومراعاة ما بين المتعلمين من فروق فردية.