المتابعون

الاثنين، 14 نوفمبر 2022

مناهج البحث العلمي

بسم الله الرحمن الرحيم

جمهورية السودان

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

جامـــعة دنــقلا

 

 

     منــاهـج البحـث العـلمـي

 

 

 

بروفسير/ عمر بشارة أحمد بشارة

 

                                               

2022م


مفهوم البحث العلمي                                                  

     مصطلح البحث العلمي يتكون من كلمتين:-

           البحث :- لغةً مصدر الفعل الماضي (بحث) ومعناه اكتشف ، سأل، تتبع،تحرى، تقصى،حاول، طلب.

         العلمي:- كلمة منسوبة الى العلم والعلم يعني المعرفة والدراية وادراك الحقائق وهو المعرفة المنسقة التي تنشأ من الملاحظة والتجريب.

تعريف البحث العلمي:- عملية فكرية منظمة يقوم بها شخص    يسمى الباحث من اجل تقصي الحقائق بشأن مسألة او مشكلة     معينة تسمى موضوع البحث بإتباع طريقة علمية منظمة تسمى   منهج البحث بغية الوصول الى حلول ملائمة او الى  نتائج صالحة للتعميم على المشكلات.

         مجموعة من الخطوات والاساليب تستخدم لجمع وتحليل البيانات لغرض زيادة فهم موضوع او شيء ما.

         او هو النظرة المتفحصة النسقيةa المنطقية لموضوع معين.

         او انه مجموع الاجراءات والاساليب المنظمة لملاحظة ظاهرة او حدث بقصد دراستها (دراسته)بشكل عمودي او افقي.

         لكل بحث ثلاث خطوات:

         اثارة اسئلة....  ثم جمع معلومات.....  ثم تقديم نتائج

         تعريف البحث العلمي

         تتعدد تعريفات البحث:

         لماذا؟

         1- لتعدد أساليبه. 

 تعريف: فان دالين:

         يعرفه بأنه محاولة دقيقة ومنظمة وناقدة للتوصل لحلول لجميع المشكلات التي تواجهها البشرية وتثير قلقه وعدم تحديد مفهوم العلم

         تعريف: وينتي:

         هو استقصاء دقيق يهدف لاكتشاف حقائق وقواعد عامة يمكن التأكد من صحته

         تعريف: بولينسكي:

         هو استقصاء دقيق منظم يهدف لاكتشاف المعارف والتأكد من صحتها عن طريق الاختبار العلمي.

          تعريف: فاخر:

         البحث النظامي والمضبوط والتجريبي عن العلاقات المتبادلة بين الحوادث المختلفة.

         إذا البحث العلمي:

         هو جهد علمي يهدف إلى اكتشاف الحقائق الجديدة، والتأكد من صحتها وتحليل العلاقات بين الحقائق المختلفة.

         إذا البحث العلمي:

         هو جهود منظمة يقوم بها الانسان، مستخدما الأسلوب العلمي لاكتشاف ظواهر بيئته واكتشاف العلاقات بينها، ومن ثم زيادة سيطرته علي بيئته.

         وتشترك جميع التعريفات فيما يلي

         1- البحث العلمي محاولة منظمة تعتمد على الأسلوب المنهجي وليس الأساليب غير العلمية.

         2- يهدف البحث العلمي لتوسيع معارف الإنسان وبالتالي زيادة تكيفه مع بيئته.

         3- يختبر المعارف التي يتوصل إليها الانسان ولا يعلنها إلا بعد اثباتها والتأكد من صحتها.

         4- البحث العلمي يشمل جميع مناحي الحياة بكل مشكلاتها

         ميادين البحث العلمي

         تتعدد الميادين ومنها:

         1- الظواهر الطبيعية.

         2- ......... الاجتماعية.

         3-.......... الانسانية.

         4- ......... الاقتصادية.

         5- ......... الثقافية.

         6- .......... التربوية.

         كان يعتقد أن المجالات الانسانية لا يمكن استخدام المنهج العلمي؟ وهل هذا صحيح؟ وهذا سبب تأخر ظهور العلوم الانسانية كعلم النفس والاجتماع ....

         الظواهر الطبيعية والظواهر الانسانية

         1- الظواهر الطبيعية ثابتة نسبيا بعكس الظواهر الانسانية كالقيم والاتجاهات فهي ظواهر متغيرة؟

         2- الظواهر الطبيعية بسيطة يمكن ملاحظتها وقياسها  وتفسيرها والتحكم فيها بعكس الظواهر الانسانية حيث يتدخل فيها العديد من العوامل.

         3- موقف الباحث العلمي للظواهر الطبيعية ثابت موضوعي بعكس الظواهر الانسانية تكون ذاتية.

         4- يستطيع الباحث التحكم في الظواهر الطبيعية واخضاعها للتجريب بشكل أكثر دقة من الظواهر الانسانية

         مفهوم العلم وأهدافه

         1- العلم نشاط يهدف لزيادة قدرة الانسان على السيطرة على الطبيعة ، فكلما زادت معارف الانسان ببيئته ،زادت قدرته على فهمها، ومن ثم زادت قدرته على ضبطها والتحكم فيها.

         2 – العلم نشاط انساني يهدف لفهم الظواهر المختلفة من خلال ايجاد العلاقات والقوانين التي تحكم الظواهر والتنبؤ بالظواهر والأحداث وايجاد الطرق المناسبة لضبطها والتحكم فيها

         اهداف العلم

         1- الفهم :إن فهم ظاهرة معينة يعني إدراك الأسباب  والعوامل التي أدت إلى حدوث الظاهرة، والتعرف على علاقتها بالظواهر الأخرى التي أسهمت في حدوثها أو التي تنتج عنها.

         فهم الظاهرة / يختلف عن وصف الظاهرة ( تعداد خصائصها)

         فهم الظاهرة يتطلب فهم:

         1- الظاهرة ذاتها باعتبارها متغير تابعا.

         2- الظروف والعوامل التي أدت لحدوثها ( المتغيرات المستقلة).

         3- العلاقة بين الظاهرة(1) والعوامل المؤثرة (2) هل بالزيادة أم النقص الايجاب أم السلب .

         2- التنبؤ:

         ب- يقصد به قدرة الباحث على أن يستنتج من فهمه للظاهرة وقوانينها – نتائج أخرى مرتبطة  بهذا الفهم .

         ب - التنبؤ هو عملية استنتاج يقوم بها الباحث بناء على معرفته السابقة بظاهرة معينة وهذا الاستنتاج لا يعد صحيحا إلا إذا استطاع إثبات صحته تجريبيا.

         3- الضبط والتحكم:

         فهم العوامل المؤثرة في الظاهرة يؤدي لقدرة الباحث على التنبؤ بها ومن ثم فأنه يستطيع التحكم فيها وضبطها مثال العلاقة بين الذكاء والتحصيل؟

         أهمية مناهج البحث

         1– الأسلوب العلمي سبيل تقدم الشعوب اقتصادي – اجتماعي – ثقافي

         2- البحث العلمي طريقة توجه لحل مشكلات الانسان في المجالات المتعددة .أما النشاط العلمي مقتصر على مجال علمي محدد ومشكلات معينة متخصصة فالتفكير العلمي تفكير يحتاج له كل الناس وليس قاصر على الجامعات ومراكز الأبحاث.

         3- الانسان العادي يحتاج للتفكير العلمي في حل مشكلاته.

         4- ممارسة التخطيط في حياتنا أبسط مثال لتطبيق التفكير أو البث العلمي في حياتنا.

         5- يجب أن تنبع الأبحاث من مجتمعاتنا وبخاصة في المجالات الاجتماعية والثقافية

 

         ماذا يعني إتباعنا لأساليب البحث العلمي

 

1 – يعني أن نستخدم طريقة علمية منظمة في مواجهة كل مشكلاتنا الخاصة والعامة وهذا يعني:   

- تحديد المشكلات بدقة.

-         وضع فروض مبدئية.

-         - تحديد اجراءات للتأكد من صحتها والوصول للحل.

-         2- يعني زيادة قدرتنا على نقد الأبحاث ومن ثم الاستفادة منها على أكمل وجه.

-         3- ممارسة أي عمل أو مهنة واتقانها وتطويرها يتطلب اتقان مهارات البحث العلمي

-         – اختيارنا لأعمالنا يحتاج لاتباع مهارات البحث العلمي لتحليل قدراتنا وتحليل المهن نفسها......

-         5- أساليب البحث العلمي تسن أساليب حياتنا

-         الإنفاق على البحث العلمي

ونعني بها : الميزانية المخصصة من الدخل القومي لأي أمة للصرف منها على البحث العلمي

         إسرائيل 5% من الدخل القومي.

         السويد 4.6% من الدخل القومي.

        

 

المدرس مركب إنساني متعدد الأدوار واليك هذا المخطط لإيضاح:

 

 

تطور مفهوم (التدريس) ومهام

المدرس ودوره

التدريس

 

إدارة

علم

 

 

 

 

 

 

 

فن

مشكلات

تربية

بعد تنظيمي

بعد أخلاقي

اجتماعي

البحث العلمي

المهنة

بعد مهني

التخصص

بعد أكاديمي

 

 

 

 

 

مهام المدرس وتطور دوره

 

 

 

 

 

 

 

 

اليابان 3.1% من الدخل القومي.

         كوريا الجنوبية 3% من الدخل القومي.

         أمريكا 2.8% من الدخل القومي.

         روسيا 1.2% من الدخل القومي.

         الصين 1.1% من الدخل القومي.

         الهند 0.8% من الدخل القومي.

الدول العربية 0.2% من دخلها القومي

طرق الحصول على المعرفة

أولا- الطرق القديمة في الوصول للمعرفة :

1- المحاولة والخطأ:

كان الانسان يؤمن بالصدفة في تفسير الأشياء وكانت وسيلته للتكيف معها المحاولة والخطأ  ضعي أمثلة؟

2-اللجوء للسلطة :

كان الإنسان يلجأ لأصحاب السلطة ( رئيس القبيلة) لتفسير الظواهر الغريبة ، وكان يقبل تفسيراتهم دون مناقشة لأنهم لا يخطئون إذا هناك قبول للأفكار القديمة والتقاليد.

3- التفكير القياسي ( الاستنتاجي / الاستدلالي):

يقوم على الانتقال من المقدمات إلى النتائج باعتبار صحة المقدمات يكون صحة النتائج :

مثال:      الحديد معدن      ( مقدمة صغرى)

            كل المعادن تتمدد   ( مقدمة كبرى)

            إذا الحديد يتمدد     ( نتيجة)

عيوبه:

1- إذا كانت أحد المقدمات خاطئة يكون النتيجة خاطئة.

2- يوضح المعرفة القديمة ولا يؤدي لاكتشاف معارف جديدة.

4- التفكير الاستقرائي:

أعلنه فرنسيس بيكون ببداية القرن السابع عشر ليحل محل التفكير القياسي.

وفيه ينتقل من الشواهد الجزئية للحكم الكلي.وفحص كل الجزئيات للوصول للنتيجة يسمى الاستقراء التام فهل هذا ممكن؟

5- الاستقراء الناقص:

وفيه يكتفي الباحث بفحص عينة من الجزئيات لا كلها للانتقال للحكم على الكل. ولكن صدق وصحة الحكم تتوقف على مدى تمثيل العينة للمجتمع الممثلة له، إذا الاستقراء الناقص يقدم معرفة تحتمل الصدق والخطأ فهي استنتاجات

مراحل الفكر الانساني

قسم أوجست كونت مراحل الفكر الانساني إلى ثلاث مراحل:

1- المرحلة الأولى الحسية:

( مرحلة وصف لا فهم تتم من خلال حواس الانسان)

2- المرحلة الفلسفية التأملية:

( مرحلة البحث عن العلل الميتافيزيقية )

3-المرحلة الثالثة:

 ( المرحلة العلمية التجريبية بفضل فرنسيس بيكون)

هناك تصنيف أخر:

1- مرحلة الخيالية: ( الأرواح – السحر....)

2- المرحلة الدينية الميتافيزيقية استخدام العلل الغيبية في التفسير)

3- المرحلة العلمية: التفسير العلمي للظواهر

 

خطوات الطريقة العلمية في البحث

ظهرت الطريقة العلمية بنهاية القرن 16 وبداية 17 على يد فرنسيس بيكون. الطريقة العلمية تجمع بين الفكر والملاحظة والاستقراء و القياس

وتعرف بأنها:

1- أسلوب في ملاحظة الحقائق باستخدام باستخدام أساليب القياس والتحليل.

2- أسلوب يستخدم مجموعة من الخطوات المنظمة هي:

1- الشعور بالمشكلة.

2- تحديد المشكلة.

3- جمع المعلومات والبيانات.

4- فرض الفروض.

5- اختبار صحة الفروض.

6- اختيار الفرض الصحيح والوصول للنتائج وحل المشكلة

ما أهم خطوات البحث العلمي ؟

تحديد المشكلة:

بقدر دقتها تكون دقة البحث والحل والعكس صحيح.

يجب أن يراعي الباحث عند اختيار المشكلة:

1.     أن يجب أن تنبع المشكلة من شعور الباحث بوجود صعوبة تسبب له الحيرة والقلق.

2.     أن يسبب هذا الشعور بالمشكلة احساس بالغموض و حاجة للتفسير مما يدفعه للبحث عن مزيد من المعرفة.

3.     الشعور الغامض بالمشكلة يحدد مجال المشكلة .

4.     يقوم الباحث بتحديد مشكلة البحث بدقة وغالبا ما تكون في شكل سؤال أو أكثر.

 

 

 

 

 

خطة البحث:

أولاً: تعريف خطة البحث:

وتعرف خطة الدراسة بصفة عامة بأنها: "الخطوط العريضة التي يسترشد بها الباحث عند تنفيذ دراسته

والخطة هي المعيار الوحيد الذي يمكن بواسطته الحكم على جدوى البحث وجدارة الباحث؛ ذلك لأن البحث - قبل التنفيذ - يعتبر في عالم المجهول.

ثانيًا: أهمية إعداد خطة البحث:

1- تعين الباحث على تحديد الهدف من دراسته بالدقة المطلوبة؛ لأن الباحث بدون الجهود التي تسبق إعداد الخطة الجيدة لا تتوفر لديه في العادة صورة متعمقة عن موضوع البحث وتفريعاته وحدوده، فيلتزم بما لا يتفق مع المدة الزمنية المحددة له، والإمكانات المتاحة له.

2- تعين الباحث على تحديد أيسر طريق يؤدي به إلى الهدف المحدد بسهولة.

3- تساعد الخطة الباحث في تصوُّر العقبات التي قد تعترضه عند تنفيذ البحث

4- تساعد الخطة الباحث واللجنة المجيزة لها في تقويم البحث حتى قبل تنفيذه؛ وذلك من حيث أهميته، وتقدير حجم الجهد الذي يتطلبه البحث، وقدرة الباحث، ووضوح منهجه.

5- توفر الخطة للمشرف على الباحث أساسًا لتقويم مشروع البحث، كما تساعده على متابعة الإشراف عليه خلال فترة تنفيذ البحث.

6- توفر الخطة المكتوبة للباحث مرجعًا ومرشدًا له أثناء إجرائه للبحث، فيسهل عليه الرجوع إليها عند نسيانه بعض العناصر، أو في حالة حدوث طارئ ما؛ أما الهدف الرئيس من إعداد خطة البحث فهو أن يقنع الطالب الأساتذة وأعضاء هيئة مناقشة الخطط (السمنار) بما يلي:

1- أن البحث يسد حاجة مهمة نظريًّا وعمليًّا في مجال التخصص.

2- أن الطالب يفهم تمامًا مشكلته البحثية، ولديه إلمام بالمعارف والمهارات اللازمة للقيام بالبحث، وأنه قد حدد بحثه تحديدًا واضحًا يساعد على أن يبدأ العمل فيه فور تسجيل الموضوع، ومن ثَمَّ يصلح لأن يشرف عليه أحد الأساتذة المتخصصين في القسم.

 

ثالثًا: شكل خطة البحث:

لكتابة خطة البحث يستخدم الباحث نوع الخط Traditional Arabic من معالج الكلمات MS Word، على أن يكون حجم بنط الطباعة (بنط 16)، والعناوين الرئيسة (بنط 20 أسود)، والعناوين الفرعية [بنط 18 أسود]، ويكون تباعد الأسطر (سطر ونصف)، وإن وردت بعض الكلمات بالحروف الإنجليزية، فتكتب ببنط 14 بخط Garamond، وترقم الصفحات في أعلى الجهة اليسرى من الصفحة.

رابعًا: عناصر خطة البحث:

1- عنوان البحث: يجب أن يتميز بالوضوح وسهولة اللغة، والعبارات القصيرة المختصرة والدقة في التعبير؛ بحيث يبلور مشكلة البحث، ويحدد ابعادها وجوانبها الرئيسية.

2- المقدمة: يوضح فيها الباحث مجال مشكلة البحث وأهميته، ومدى النقص في مجال البحث والجهود السابقة فيه، وأسباب اختيار الباحث للمشكلة، والجهات المستفيدة من البحث.

3- تحديد مشكلة البحث: وتكون بعبارات واضحة ومفهومة تعبر عن مضمون المشكلة ومجالها.

4- أهداف البحث: وتحدد بعبارات مختصرة الغاية من إجراء البحث والدراسة.

5- أهمية البحث: وتمثل ما يرمي البحث إلى تحقيقه أو المساهمة التي سوف يقدمها للمعرفة الإنسانية أو العلمية.

6- دراسة تقدير الموقف ودورها في بيان أهمية البحث.

7- الإطار النظري.

8- الدراسات السابقة.

9- تساؤلات وفروض البحث.

10- مفاهيم البحث بمختلف أبعادها.

11- منهج البحث وأدواته، والأساليب الإحصائية المزمع اتباعها.

12- تصور مقترح لأبواب وفصول البحث.

13- مصادر البحث: يذكر الباحث المراجع والمصادر المهمة التي تعينه في بناء أداة بحثه، والإجراءات والاختبارات التي تفيده في حل مشكلته.

خامسًا: الأمور التي يجب على الباحث أن يراعيها في خطة البحث:

1- أن يصيغ مشكلة البحث صياغة دقيقة؛ إما بالطريقة التقريرية، أو اللفظية، وذلك بالتعبير عن المشكلة بجملة خبرية، أو في صورة سؤال يبرز بوضوح العلاقة بين المتغيرين الأساسيين في الدراسة.

2 - أن يدعم أهمية البحث الذي يزمع القيام به بنتائج دراسة تقدير الموقف.

3- أن يبين في عرضه للدراسات السابقة جوانب النقص والقصور في هذه الدراسات، مع الإشارة إلى طول الفترة الزمنية التي انقضت بين الدراسات السابقة وبين الدراسة الحالية، وما حصل من تغير في الظروف وتطوُّر في المعرفة والتقنيات، الأمر الذي يقتضي تحديث الدراسات السابقة والتأكد من ارتباط نتائجها بالظروف والمعلومات الجديدة.

4- أن يحدد بوضوح أنسب الأُطر النظرية التي يمكن أن تقوده في دراسته، والمفاهيم والفروض المستقاة من هذا الإطار.

5- أن يحدد المفاهيم اللغوية والعلمية والاصطلاحية والإجرائية للبحث.

6- أن يُبين نوع المنهج والأدوات البحثية التي سيستخدمها، ويحدد المجتمع الذي سيستخرج منه عينة البحث، ونوع العينة وأسباب وخطوات اختيارها.

7- أن يصيغ فروض الدراسة بالطرق العلمية السليمة، وأن يحدد نوعيتها - هل هي فروض بحثية أم فروض إحصائية؟ - وأسباب اختياره لها.

8- أن يحدد الأساليب الإحصائية التي سيتبعها في معالجة البيانات، والوصول إلى النتائج.

9 - أن يضع تصورًا للأبواب والفصول والمباحث التي تحتوي على الأفكار الرئيسية والفرعية، والكلية والجزئية للبحث، وذلك على النحو التالي:

الباب: يتناول كل باب فكرة محورية يمكن تجزئتها إلى أفكار فرعية.

الفصل: هو الجزء الذي يتفرع إليه كل باب؛ حيث يقسم الباب إلى فصلين، أو أكثر.

المبحث: يقسم الفصل إلى مبحثين أو أكثر.

المطلب: يقسم المبحث إلى مطلب أو أكثر.

الفرع: يقسم المطلب إلى فرعين أو أكثر.

البند أو الفقرة: ويتضمن الفكرة الجزئية التي لا يمكن تقسيمها إلى أفكار جزئية.

ويمكن للباحث الاكتفاء في التقسيم بالفصول والمباحث والمطالب؛ كما هو في رسائل الماجستير، أما في رسائل الدكتوراه، فيجب أن تتضمن الرسالة الأبواب والفصول، والمباحث والمطالب.

سادسًا: علامات الخطة الجيدة:

1- أن تكون مفصلة على المشكلة المراد دراستها، بحيث أنه لو تغيَّر العنوان، لكان هناك نشاز بين مفردات الخطة والعنوان الجديد، ويكون هذا أكثر وضوحًا في بعض العناصر؛ مثل: عنصر تحديد المشكلة، والدراسات السابقة

2 - عند قراءة فقرة تحديد المشكلة، يشعر القارئ بأن معد الخطة قد قرأ ما فيه الكفاية حول موضوع الدراسة، وأدرك أبعادها، وهذا الشعور يكون أكثر جلاءً عندما يأخذ التحديد شكل الفروض.

3 - ألا يعبر عنصر الدراسات السابقة عن الكمية التي قرأها الباحث فحسب، بل أيضًا عن الكيفية التي قرأ بها، ويقود تلقائيًّا إلى النقطة التي سيبدأ منها الباحث دراسته.

4 - الوضوح التام لجزئية جمع المادة العلمية؛ بحيث لا تترك مجالاً كبيرًا للتساؤلات حول أنواع مصادر البحث، والمتوفر منها وغير المتوفر، وأماكن وجودها، وطريقة الوصول إليها، وطريقة الحصول عليها.

5 - أن تكون معايير الدراسات الميدانية وثيقة الصلة بموضوع البحث، وتبتعد عن العمومية، ومتسقة مع فقرات تحديد المشكلة، وتوفر الإجابات اللازمة على أسئلة البحث.

6 - وضوح ودقة القواعد المتصلة بتحليل المادة العلمية.

7 - تعطي الخطة القارئ تصورًا واضحًا عما سيكون عليه البحث عقب التنفيذ، ليس من حيث مضمون النتائج، ولكن من حيث ترابط المضمونات، واتساق فقراتها وموضوعاتها، فمن الضروري أن يكون هناك اتساق واضح بين مضمونات عنصر تحديد المشكلة ومضمونات الدراسات السابقة، وطريقة استعراضها، والمصطلحات أو مضمونات الاستبانة أو المعايير المقترح استخدامها في الدراسة.

8 - يمكن لشخص آخر تنفيذ الخطة دون أن تختلف النتائج العامة كثيرًا.

9 - التوثيق الدقيق للاقتباسات المباشرة وغير المباشرة في الخطة كلها؛ سواء عند استعراض الدراسات السابقة، أو عند تصميم المنهج.

العينات

مفهوم العينة

§        إن الأهداف التي يضعها الباحث لبحثه، والإجراءات التي سيستخدمها ستحدد طبيعة العينة التي سيختارها.

§        هل سيأخذ عينة واسعة وممثلة أم عينة محددة؟

§        هل سيطبق دراسته علي كل الأفراد أم يختار قسما منهم فقط؟

§        إن الباحث الذي يعد بحثه في دراسة ظاهرة ما أو مشكلة ما فإنه يحدد جمهور بحثه أو مجتمع بحثه حسب الموضوع أو الظاهرة أو المشكلة التي يختارها، فما المقصود بمجتمع البحث؟

§        إن مجتمع البحث يعني جميع مفردات الظاهرة التي يدرسها الباحث، فإذا كان البحث  يدرس مشكلات الأسرة الريفية فإن مجتمع بحثه كل الأسر الريفية، وإذا كان البحث يدرس مشكلات طلاب المرحلة الثانوية فإن مجتمع بحثه هو طلاب المدارس الثانوية.

§        إن مجتمع البحث إذن هو جميع الأفراد أو الأشخاص أو الأشياء الذين يكونون موضوع مشكلة البحث.

§        علي الباحث أن يختار جزءا من مجتمع البحث نسميه عينة البحث، أنه في مثل هذه الحالة يشبه الطبيب الذي يحلل دم المريض، إنه لا يحلل كل دم المريض إنما يأخذ عينة صغيرة فقط، ولاشك أن لهذه العينة الصغيرة الخصائص نفسها لدم المريض كله، فالطبيب لا يحتاج لتحليل كل الدم، ولا ضرورة لذلك، وكذلك الباحث لا يحتاج الي دراسة أحوال ومشكلات كل طلاب كليات المجتمع بل يختار جزءا منهم أو عينة منهم.

§        الأسباب التي تدفع الباحث الي اختيار عينة بدلا من دراسة المجتمع كله:

§        إن دراسة مجتمع البحث الأصلي كله يتطلب وقتا طويلا وجهدا شاقا وتكاليف مادية مرتفعة.

§        لا حاجة لدراسة المجتمع الأصلي كله، فالعينة التي يختارها تحقق أهداف البحث.

§        الأسباب التي تدفع الباحث الي اختيار عينة بدلا من دراسة المجتمع كله:

§        إن دراسة مجتمع البحث الأصلي كله يتطلب وقتا طويلا وجهدا شاقا وتكاليف مادية مرتفعة.

§        لا حاجة لدراسة المجتمع الأصلي كله، فالعينة التي يختارها تحقق أهداف البحث.

§        اختيار العينة:

§        تمر عملية اختيار العينة بالخطوات الآتية:

§        1- تحديد المجتمع الأصلي للدراسة:

§        يقوم الباحث في هذه الخطوة بتحديد المجتمع الأصلي لدراسته تحديدا واضحا ودقيقا.

§        2- تحديد أفراد المجتمع الأصلي للدراسة:

§        وإعداد قائمة بأسماء جميع الأفراد، وهذا بعد تحديد المجتمع الأصلي بدقة.

3- اختيار عينة ممثلة:

Ø     بعد تحديد القائمة التي تحوي جميع أفراد المجتمع متجانسين فإن أي عدد منها يمثل المجتمع الأصلي، أما إذا كان الأفراد متباينين فلا بد من اختيار عينة وفق شروط معينة بحيث تمثل أفراد المجتمع الأصلي كافة، ويحذر الباحث من التسرع في اختيار العينة.

4- اختيار عدد كاف من الأفراد في العينة:

يتحدد الحجم المناسب للعينة من خلال العوامل الآتية:

‌أ-       تجانس أو تباين المجتمع الأصلي.

‌ب-  أسلوب البحث المستخدم.

‌ج-    درجة الدقة المطلوبة.

إن المجتمع الأصلي المتجانس يسهل عملية اختيار العينة، لأن أي عدد من أفراده مهما كان قليلا يمثل المجتمع الأصلي كله، أما إذا كان المجتمع الأصلي متباينا فإن ذلك يعني صعوبة في اختيار العينة الممثلة، كما يعني ذلك زيادة في حجم العينة حتي تمثل المجتمع الأصلي المتباين كله

q    أما أسلوب البحث المستخدم فإن ذلك يؤثر في اختيار العينة فهل يستخدم الباحث الأسلوب المسحي أم التجريبي؟ وما نوع التصميم التجريبي الذي سيستخدمه؟ وإن الدراسات المسحية تتطلب عينة ممثلة وكافية، كما أن بعض التصميمات التجريبية تتطلب وجود مجموعات تجريبية وضابطة متعددة، وهذا يعني الحاجة الي اختيار حجم كبير للعينة.

q    درجة الدقة المطلوبة: إن الباحث الذي يريد الحصول علي نتائج دقيقة لا بد أن يعتمد علي عينة كبيرة الحجم تعطيه الثقة لتعميم نتائجه علي المجتمع الأصلي الكبير.

q    أنواع العينات

v    يمكن التعرف علي أسلوبين لاختيار العينة هما :

1.     أسلوب العينة العشوائية أو الاحتمالية Random Sample

2.     أسلوب العينة غير العشوائية Non-Random Sample

§        ففي أسلوب العينة العشوائية يختار الباحث أفرادا ممثلين للمجتمع الأصلي لكي يستطيع تعميم النتائج علي المجتمع الأصلي كله، وفي هذه الحالة يكون جميع أفراد المجتمع الأصلي للبحث معروفين ومحددين، فالتمثيل هنا يكون دقيقا.

§        أما في أسلوب العينة غير العشوائية فيمكن استخدامه في حالة عدم معرفة جميع أفراد المجتمع الأصلي ، ومن ثم تكون العينة غير ممثلة للمجتمع بشكل دقيق ولا تنطبق نتائج الدراسة علي كل أفراد المجتمع.

§        1- اسلوب العينة العشوائية

§        أ- العينة العشوائية البسيطة

§        تختار العينة العشوائية البسيطة في حالة توافر شرطين أساسيين هما:

§        أن يكون جميع أفراد المجتمع الأصلي معروفين.

§        أن يكون هناك تجانس بين هؤلاء الأفراد .

§        يعمد الباحث الي اختيار عينة عشوائية بسيطة وفق الأساليب الآتية:

§        القرعة وفيها يتم ترقيم أفراد المجتمع الأصلي ووضع الأرقام في صندوق خاص ويتم سحب الأرقام حتي نستكمل العدد المناسب للعينة.

§        جدول الأرقام العشوائية: وهي عبارة عن جداول يوجد فيها أرقام عشوائية كثيرة يختار الباحث منــها سـلسـلة من الأرقام العمودية أو الأفقية، ثم يختار من المجتمع الأصلي الأفراد الذين لهم الأرقام نفسها التي اخترناها من جدول الأرقام العشوائية، ويكون هؤلاء الأفراد هم العينة المختارة.

§        من الواضح أن اختيار هذه العينة العشوائية البسيطة يبدو سهلا، ولكن ذلك يتطلب جهدا ووقتا طويلين، كما لا نضمن أن تكون هذه العينة ممثلة بدقة للمجتمع الأصلي.

§        ب – العينة الطبقية

§        عرفنا أن العينة العشوائية تختار في حالة واحدة هي تجانس جميع أفراد المجتمع الأصلي وبذلك نضمن تمثيل هذه العينة لمجتمعها الأصلي، ولكن هذا التجانس بين أفراد المجتمع الأصلي قد لا يكون دائما، وأن أفراد هذا المجتمع قد يكونون متباينين،

§        إذا أراد باحث أن يدرس مشكلات الطلاب الملتحقين بالمهن التعليمية فإنه هنا أمام مجتمع  غير متجانس، لأن مشكلات الطلاب في هذه الحالة تتأثر بالجنس – ذكورا وإناثا – وتتأثر بالعمر، أقل من عشرين عاما وأكثر من عشرين عاما وتتأثر بالمستوي الاجتماعي للطلاب، كما تتأثر بعوامل اجتماعية واقتصادية متعددة، فالمجتمع في هذه الحالة لا يضم أفرادا متجانسين بل يضم طبقات أو فئات متعددة ومتباينة.

§        فكيف يتم اختيار العينة العشوائية؟

§         إن علي الباحث أن يقوم بما يلي:

§        أولا: أن يحدد الفئات المختلفة في المجتمع الأصلي.

§        ثانيا: أن يحدد عدد الطلاب في كل فئة.

§        ثالثا: أن يختار من كل فئة عينة عشوائية بسيطة تمثلها مراعيا في ذلك نسبة ثابتة من كل فئة بحيث تمثل كل فئة بعدد من الأفراد متناسبا مع حجم هذه الفئة.

§        ج- العينة المنتظمة

 

q    وهي  شكل من أشكال العينة العشوائية يتم اختيارها في حالة تجانس المجتمع الأصلي.

q    فإذا كان المجتمع الأصلي مكونا من 200 طالب ونريد أن نختار عينة عشوائية منتظمة مكونة من عشرين طالبا فإننا نقسم ( 200 ÷ 20 = 10 ) فتكون المسافة بين الرقم الذي نختاره والرقم الذي يليه (10) ثم نختار الرقم الأول عشوائيا وليكن (6) وبذلك تكون العينة مكونة من الطلاب الذين يحملون الأرقام الأتية: 6، 16، 26، 36، ....

فهذه العينة تسمي منتظمة لأننا اخترنا مسافة ثابتة بين كل رقم والرقم الذي يليه ولكن تعاب هذه العينة بأن تمثيلها ليس دقيقا خاصة إذا أجريت في مجال البحوث الاجتماعية ، فلو افترضنا أننا نجري دراسة علي سكان المنازل المكونة من شقق فإن لكل منزل ومجموعة من الشقق أرقاما خاصة، فقد لا تحوي العينة أية أرقام للشقق الأرضية أو الشقق العليا، وهذا ما يبعد هذه العينة عن التمثيل الدقيق

2- أسلوب العينة غير العشوائية

q    تستخدم العينة العشوائية إذا كان أفراد المجتمع الأصلي معروفين تماما، ولكن هناك دراسات يصعب تحديد المجتمع الأصلي لها مثل دراسة أحوال المدمنين أو المنحرفين أو المتهربين  من الضرائب، إن مثل هذه المجتمعات ليست محددة وأفرادها ليسوا معروفين فلا نستطيع أخذ عينة عشوائية منهم بحيث تمثلهم بدقة، فيعمد الباحث الي أسلوب العينة غير العشوائية ويختار عينة حسب معايير معينة يضعها الباحث، فالباحث هنا يتدخل في اختيار العينة ويقرر من يختار ومن يهمل من المجتمع الأصلي للدراسة، ولهذا الأسلوب ثلاثة أشكال من العينات:

q    أ- عينة الصدفة Accidental Sample

يختار الباحث عددا من الأفراد الذين قابلهم بالصدفة، فإذا أراد الباحث أن يدرس موقف الرأي العام من قضية ما فإنه يختار عددا من الناس يقابلهم بالصدفة في خلال ركوبه للسيارة أو وقوفه عند البائع، ويؤخذ علي هذه العينة أنها لا يمكن أن تمثل المجتمع الأصلي بدقة، ومن هنا يصعب تعميم نتائج البحث الذي يتناوله علي المجتمع الأصلي كله.

q    ب – العينة الحصصية   Quota Sample

وهي عينة سهلة يمكن اختيارها بسرعة وسهولة حيث يقوم الباحث بتقسيم مجتمع الدراسة الي فئات، ثم يختار عددا من أفراد كل فئة بحيث يتناسب مع حجم هذه الفئة، فإذا أراد باحث أن يدرس موقف الرأي العام من قضية المحامين، الأطباء...... الخ ثم يختار من كل فئة عددا من الأفراد.

إن هذه العينة تشبه العينة الطبقية العشوائية لكنها تختلف عنها في أن الباحث في العينة العشوائية لا يختار الأفراد كما يريد بينما في عينة الحصة يقوم الباحث يهذا الاختيار بنفسه ودون أن يلزم نفسه بأية شروط فيتصل مع من يريد من الطلاب أو المحامين أو العمال، وبذلك لا تكون العينة ممثلة لمجتمعها تمثيلا دقيقا.

ج – العينة الغرضية أو القصدية

q    يقوم الباحث باختيار هذه العينة اختيار حرا علي أساس أنها تحقق أغراض الدراسة التي يقوم بها، فإذا أراد الباحث أن يدرس تاريخ التربية في السودان فإنه يختار عددا من المربين كبار السن كعينة قصدية تحقق أغراض دراسته، أنه يريد معلومات عن التربية القديمة ، وهؤلاء الأشخاص يحققون له هذا الغرض فلماذا لا يأخذهم كعينة؟ إذ ليس من الضروري أن تكون العينة ممثلة لأحد.

q    فالباحث في هذه الحالة يقدر حاجته الي المعلومات ويختار عينته بما يحقق له غرضه.

أدوات البحث:

1- الاستبيان

§       يعد الاستبيان أو الاستقصاء أداة ملائمة للحصول علي معلومات وبيانات وحقائق مرتبطة بواقع معين، ويقدم الاستبيان علي شكل عدد من الأسئلة يطلب الإجابة عنها من قبل عدد من الأفراد المعينين الاستبيان.

§       خطوات تصميم الاستبيان

يمر بناء الاستبيان أو تصميمه بالمراحل الآتية:

1.   تحديد هدف الاستبيان في ضوء أهداف الدراسة وفي ضوء صياغة مشكلة البحث الرئيسة.

2.   تحويل السؤال المذكور في الفقرة السابقة الي مجموعة من الأسئلة الفرعية إذ يرتبط كل سؤال فرعي بجانب من جوانب مشكلة البحث.

3.   وضع عدد من الأسئلة المتعلقة بكل موضوع من موضوعات الاستبيان.

إن هذه الأسئلة تمثل موضوعات الاستبيان ، والمطلوب من الباحث الآن أن يضع أسئلة فرعية علي كل موضوع منها.

وهكذا يعد الباحث مجموعة أخري من الأسئلة يغطي بها موضوعات الاستبيان كافة، وبذلك يكون قد انتهي من إعداد الصورة الأولية للاستبيان، إن هذه الأسئلة الفرعية التي يتكون منها الاستبيان تسهم بشكل واضح في الإجابة عن سؤال الدراسة الأول المتعلق بمشكلة البحث

تجريب الصورة الأولية للاستبيان

§       يقوم الباحث بعد الانتهاء من إعداد الصورة الأولية للاستبيان بتطبيقه علي عينة محددة من المجتمع الأصلي للبحث، وذلك للتأكد من وضوح الأسئلة وابتعادها عن الغموض ثم يجري عليها التعديلات في ضوء الملاحظات التي يتلقاها من أفراد العينة، كما يمكن للباحث أن يعرض الصورة الأولية للاستبيان علي عدد من الخبراء أو المختصين (محكمين) لمعرفة آرائهم بفقراته ومدي وضوحها وترابطها وملاءمتها للاستخدام.

§       ويعدل الباحث استبيانه في ضوء الملاحظات التي يتلقاها فيصل الي صدق الاستبيان وثباته، فيتم التأكد من صدق الاستبيان وثباته.

§       الاستبيان في صورته النهائية

يحتوي الاستبيان في صورته النهائية علي جزءين مهمين هما: مقدمة الاستبيان وفقراته

أ‌-      مقدمة الاستبيان:

يوضح الباحث في هذه المقدمة الغرض العلمي للاستبيان ونوع المعلومات التي يحتاج إليها من الذين سيجيبون عن الاستبيان، ويشجعهم علي الإجابة الموضوعية والصريحة علي فقراته، 

ويطمئنهم علي سرية المعلومات وعدم استخدامها لأغراض إدارية قد تنعكس سلبا علي المفحوصين، كما يوضح الباحث مدي ما سيقدمه المفحوص من فائدة لاستكمال هذا البحث والوصول الي معرفة الحقيقة، كما تشمل المقدمة توضيحا لطريقة إجابة المفحوصين علي فقرات الاستبيان.

ب- فقرات الاستبيان:

وتشمل هذه الفقرات أسئلة الاستبيان كافة، مع الإجابات التي توضع أمام كل فقرة ليقوم المفحوص باختيار التي يراها مناسبة.

أشكال الاستبيان

يمكن بناء أو صياغة الاستبيان وفق الأشكال الثلاثة الآتية:

أ‌-      الاستبيان المغلق:

Ø   وهو الاستبيان الذي يطلب من المفحوص اختيار الإجابة الصحيحة من مجموعة الإجابات مثل نعم، لا ، كثيرا، قليلا، نادرا.

Ø   إن الاستبيان المغلق يساعد الباحث في الحصول علي معلومات وبيانات أكثر مما يساعد علي معرفة العوامل والدوافع والأسباب، ولكن لهذا الشكل ميزة واضحة وهي سهولة إجابة أسئلته، فهو لا يتطلب وقتا طويلا من المفحوص أو لا يطلب من المفحوص أن يكتب شيئا من عنده.

م

العبارة

موافق

غير موافق

لا أدري

1

الدراسة في كلية التربية تراعي رغبات الطالبات بها

2

المقررات بها لها أهمية وظيفية

3

أشعر بالرضا لالتحاقي بالدراسة بكلية التربية.

4

أتوقع أنها ستؤهلني للالتحاق بوظيفة مناسبة

Ø    

ب- الاستبيان المفتوح:

§       وهو الاستبيان الذي يترك للمفحوص حرية التعبير عن آرائه بالتفصيل مما يساعد الباحث علي التعرف الي الأسباب والعوامل والدوافع التي تؤثر في الآراء والحقائق، ولكن يؤخذ علي هذا الشكل أن المفحوصين لا يتحمسون عادة للكتابة عن آرائهم بشكل مفصل ولا يمتلكون الوقت الكافي للإجابة عن أسئلة تتطلب منهم جهدا، كما أن الباحث يجد صعوبة في دراسة إجابات المفحوصين وتصنيفها بشكل يساعده للإفادة منها.

§       مثال لاستبيان مفتوح:

§        هل تشعربالرضا عن دراستك بكلية التربية؟ ولماذا

§        ..................................................................................................

§        ما اقتراحاتك لتحسين الدراسة بها؟

§       ...........................................................................................................................................................................................

§       ج- الاستبيان المغلق المفتوح:

يتكون هذا الشكل من أسئلة مغلقة يطلب من المفحوصين اختيار الإجابة المناسبة لها، وأسئلة مفتوحة تعطيه الحرية  في الإجابة

قواعد تراعى في صياغة الاستبيان

يراعى الباحث أثناء صياغته وبنائه للاستبيان عددا من القواعد والمعايير تتعلق بصياغة أسئلة الاستبيان، وترتيب الأسئلة وتبويبها، والقواعد العامة التي تتعلق بشكل الاستبيان وأهدافه وفيما يلي توضيح لأهم هذه القواعد.

أ- قواعد عامة

يراعى الباحث القواعد الآتية في بنائه للاستبيان وإعداده بصورته النهائية:

1)    يفترض أن لا يكون الاستبيان من الطول بحيث تتطلب إجابته جهدا شاقا ووقتا طويلا من المفحوص، فالاستبيانات الطويلة لا يتحمس المفحوصين لإجابتها، وغالبا ما تهمل من قبل بعضهم.

2)    تجنب وضع أسئلة لا مسوغ لها وغير مهمة لأن ذلك يشعر المفحوصين بعدم أهمية الاستمرار في الإجابة وتفقد بعض المفحوصين الدافعية لاستكمال الإجابة.

3)    إن توجيه الأسئلة للتفكير الدقيق أو التي تتطلب تفكيرا معقدا قد يؤدي الي نفور المفحوصين وانخفاض مستوي دافعيتهم للإجابة، ولذلك يبتعد الاستبيان عن مثل هذه الأسئلة.

4)    إذا كان بالإمكان الحصول علي المعلومات من مصادر أخرى كالسجلات والوثائق فلا داعى لأن يطلبها الباحث من خلال الاستبيان، فالاستبيان هو أداة للحصول علي معلومات غالبا ما تكون غير معروفة إلا لدي المفحوصين، كما أنه أداة للحصول علي الآراء والمواقف والتعرف الي الانطباعات والمشاعر.

5)    إن وجود عناصر تنشيطية تجذب انتباه المفحوص، أو وجود عناصر تنفيسيه تسمح له بالتعبير عن مشاعره وآرائه يمكن أن يساعد علي قيام تفاعل مهم بين المفحوص والاستبيان يدفع المفحوص للإجابة بدقة وجدية.

6)    تأكد من ارتباط سؤال الاستبيان بمشكلة البحث وبتحقيق هدف جزئي يسهم في تحقيق أهداف البحث.

ب- قواعد تتعلق بصياغة الأسئلة

يراعى الباحث القواعد الآتية أثناء صياغته لأسئلة الاستبيان:

1.     أن تصاغ الأسئلة بعبارات واضحة وكلمات لها معان محددة، بحيث يكون من السهل علي المفحوصين إدراك المطلوب من السؤال.

2.     أن تستخدم الكلمات العامة التي يتفق الناس علي معانيها، والابتعاد عن الكلمات غير الشائعة أو الكلمات الفنية المتخصصة، أو التعبيرات والمصطلحات التي لا يفهمها غير الفنيين.

3.     أن تكون الجمل المستخدمة في صياغة الأسئلة قصيرة ومرتبطة بالمعني، فلا داعى لاستخدام جمل طويلة قد تعيق المفحوص عن فهم المعني الدقيق للعبارة.

4.     أن تصاغ الأسئلة ذات الطابع الكمي « الأسئلة التي تحتاج الي إجابة رقمية، بشكل دقيق ومباشر.

5.     أن يحوي السؤال الواحد فكرة واحدة فقط، فلا يجوز حشد أكثر من فكرة في السؤال الواحد.

6.     لا تحاول وضع أسئلة تتطلب إجابات قد يشعر المفحوص بالحرج، أو أسئلة توحي للمفحوص باختيار إجابة معينة.

 

ج- قواعد تراعى في ضمان صدق الاستجابة

يراعى الباحث القواعد الآتية كوسائل تساعده علي التأكد من أن المفحوصين يجيبون إجابات جادة وصادقة علي أسئلة الاستبيان:

1)    وضع أسئلة خاصة توضح مدي صدق المفحوص، كأن توجه إليه أسئلة واضحة الإجابة ولا تحتمل أكثر من إجابة.

2)    وضع أسئلة خاصة ترتبط إجاباتها بإجابات أسئلة أخرى في الاستبيان، إن وجود خلل أو تقاطع في إجابات هذه الأسئلة قد يكشف عن عدم دقة المفحوص في الإجابة، فالمفروض أن تكون إجابات هذه الأسئلة منطقية.

3)    وهناك وسائل أخرى يمكن أن يستخدمها الباحث للتأكد من صدق إجابات المفحوص مثل مقارنة بعض الإجابات التي حصل عليها الباحث من الاستبيان بمعلومات أخرى موجودة في السجلات والوثائق.

د- قواعد تتعلق بترتيب الأسئلة

يراعى الباحث ما يلي أثناء ترتيبه لأسئلة الاستبيان:

1.     البدء بالأسئلة السهلة التي تتناول الحقائق الأولية الواضحة المتعلقة بالسن والعمل والحالة الاجتماعية والدخل الشهري وغير ذلك.

2.     ترتيب الأسئلة بشكل منطقي متسلسل، فلا يجوز أن ينتقل المفحوص من موضوع الي موضوع ثم يعود الي الموضوع نفسه مرة أخرى، بل يحرص الباحث علي أن يضع الأسئلة الخاصة بموضوع معين في وحدة واحدة متسلسلة في الاستبيان، وبعد انتهاء  هذه الأسئلة يبدأ بالانتقال الي أسئلة أخرى مرتبطة بموضوع آخر.

2 – المقابلة 

§        تعد المقابلة استبيانا شفويا يقوم من خلاله الباحث بجمع معلومات وبيانات شفوية من المفحوص، والفرق بين المقابلة والاستبيان يتمثل في أن المفحوص هو الذي يكتب الإجابة عن أسئلة الاستبيان، بينما يكتب الباحث بنفسه إجابات المفحوص في المقابلة.

المقابلة تمكن الباحث من دراسة وفهم التعبيرات النفسية للمفحوص والاطلاع علي مدي انفعاله وتأثره بالمعلومات التي يقدمها، كما أنها تمكن الباحث من إقامة علاقات ثقة ومودة مع المفحوص مما يساعده علي الكشف عن المعلومات المطلوبة.

§        ويستطيع الباحث من خلال المقابلة أيضا أن يختبر مدي صدق المفحوص ومدي دقة إجاباته عن طريق توجيه أسئلة أخري مرتبطة بالمجالات التي شك الباحث بها.

§        فالمقابلة كأداة بحث تتطلب تخطيطا وإعدادا مسبقا، كما تتطلب تأهيلا وتدريبا خاصا.

إجراء المقابلات

v    يتطلب استخدام المقابلة كأداة بحث أن يكون الباحث قادرا علي استخدام تقنيات خاصة بإجراء المقابلات تتعلق بعضها بالإعداد للمقابلة، مثل: اختيار المفحوصين، وإعداد المكان المناسب وتوفير الوقت المناسب، وإعداد الأسئلة اللازمة، ويتعلق بعضها الآخر بالتدريب التجريبي علي إجراء المقابلة، وتوجيه الأسئلة.

 الإعداد للمقابلة

v    يتطلب الإعداد للمقابلة تحديد أهداف المقابلة والمعلومات التي يريد الباحث الحصول عليها من المصادر البشرية، كما يتطلب تحديد هذه المصادر البشرية القادرة علي إعطاء المعلومات المطلوبة.

v    ويتم الإعداد للمقابلة وفق الخطوات الآتية:

أ- تحديد أهداف المقابلة

v    تهدف المقابلة أساسا الي الحصول علي معلومات وبيانات وآراء ضرورية للإجابة عن أسئلة الدراسة أو لحل مشكلة الدراسة، والباحث هنا عليه أن يحدد أهداف المقابلة ويحدد طبيعة المعلومات التي يحتاج اليها، ويصوغ هذه الأهداف بشكل سلوكي محدد.

ب- تحديد الأفراد الذين سيقابلهم الباحث

q    يحدد الباحث المجتمع الأصلي للدراسة، ويختار من هذا المجتمع عينة ممثلة تحقق له أغراض دراسته، ويشترط أن تتوفر عند أفراد هذه العينة الرغبة في إعطاء المعلومات المطلوبة والتعاون مع الباحث في هذا المجال.

ج- تحديد أسئلة المقابلة

v    إن المقابلة العلمية تحتاج الي إعداد مسبق، ويتطلب هذا الإعداد أن يكون الباحث مهيأ لطرح الأسئلة اللازمة للحصول علي المعلومات المطلوبة بحيث تتوافر في هذه الأسئلة المزايا العلمية مثل الوضوح، والموضوعية، والتحديد.

د- تحديد مكان المقابلة وزمانها

q    يحدد الباحث مكان المقابلة وزمانها مراعيا في ذلك أن يكون المكان مريحا ومقبولا من قبل المفحوص، وأن يكون وقت المقابلة مناسبا للمفحوص.

2- تنفيذ المقابلة

§        بعد أن ينتهي الباحث من الإعداد للمقابلة ويحدد أهدافها وأسئلتها ومكانها وزمانها، ويحدد الأفراد الذين سيقابلهم يبدأ بالمرحلة التالية وهي التنفيذ  الفعلي للمقابلة.

الملاحظة

Ø   الملاحظة هي وسيلة يستخدمها الإنسان العادي في اكتسابه لخبراته ومعلوماته فنجمع خبراتنا من خلال ما نشاهده أو نسمع عنه.

Ø   الباحث حين يلاحظ فإنه يتبع منهجا معينا يجعل من ملاحظاته أساسا لمعرفة واعية أو فهم دقيق لظاهرة معينة.

أنواع الملاحظة

v  يمكن تصنيف الملاحظة الي أنواع وأشكال مختلفة حسب الأساس الذي يعتمد للتصنيف:

1.   فالملاحظة قد تكون مباشرة Direct)) حين يقوم الباحث بملاحظة سلوك معين من خلال اتصاله مباشرة بالأشخاص أو الأشياء التي يدرسها.

2.   وقد تكون الملاحظة غير مباشرة ( Indirect) حين يتصل الباحث بالسجلات والتقارير والمذكرات التي أعدها الآخرون، فحين يراقب الباحث عددا من العاطلين عن العمل فإنه  يقوم بملاحظة غير مباشرة.

v  ويمكن تصنيف الملاحظة حسب هدفها الي نوعين:

1.   ملاحظة محددة ( Structured) حين يكون لدي الباحث تصور مسبق عن نوع المعلومات التي يلاحظها أو نوع السلوك الذي يراقبه.

2.   ملاحظة غير محدودة ( Unstructured) حين يقوم الباحث بدراسة مسحية للتعرف الي واقع معين أو لجمع المعلومات والبيانات.

v  ويمكن تصنيف الملاحظة الي:

§        ملاحظة بدون المشاركة(Non-Participant) حين يقوم الباحث بإجراء ملاحظاته من خلال القيام بدور المتفرج أو المراقب.

§       وقد تكون الملاحظة بالمشاركة ( Participant) حين يعيش الباحث الحدث نفسه ويكون عضوا في الجماعة التي يلاحظها.

فالباحث الذي يمثل دور السجين ويعيش بين المسجونين لدراسة سلوكهم فإنه يقوم بملاحظة بالمشاركة، أما الباحث الذي يدخل الي السجن كباحث فإنه يقوم بملاحظة عادية دون مشاركة

v  ويمكن تصنيف الملاحظة أيضا الي:

§        ملاحظة مقصودة (Purposive) حين يقوم الباحث بالاتصال الهادف بموقف معين أو أشخاص معينين لتسجيل مواقف معينة.

§       وملاحظة غير مقصودة (Accidental) حين يلاحظ عن طريق الصدفة وجود سلوك ما.

إجراء الملاحظة

v  تتطلب الملاحظة الناجحة اتخاذ الإجراءات الآتية:

§       تحديد مجال الملاحظة  وبيان مكانها وزمانها وفقا لأهداف الدراسة فإذا كان الباحث يريد دراسة التفاعل اللفظي بين المعلم وطلابه فإنه يختار غرفة الصف مكانا للملاحظة، ويختار موعد الحصة زمانا لها.

§       أن يعد  بطاقة الملاحظة ليسجل عليها المعلومات التي يلاحظها، وتشمل بطاقة الملاحظة عادة أنماط السلوك المتوقع ملاحظته.

§       أما الباحث الذي لا يعد بطاقة الملاحظة أو لا يستخدمها فإنه لن يتمكن من تسجيل كل ما يلاحظه، ولن يتمكن من متابعة الملاحظة لأنه لا يستطيع التوفيق بين مهمة ملاحظة السلوك وبين مهمة تسجيل ما يلاحظه.

§       أن يتأكد الباحث من صدق ملاحظته، وذلك عن طريق إعادة الملاحظة أكثر من مرة وعلي فترات متباعدة، أو عن طريق مقارنة ما يلاحظه مع ما يلاحظه باحث آخر في المجال نفسه.

§       يتم تسجيل ما يلاحظه الباحث ولا يجوز أن يؤجل الباحث تسجيل ما يلاحظه الي ما بعد انتهاء الملاحظة وذلك لأنه قد ينسي تسجيل بعض المظاهر العامة.

§       ويقوم بعض الباحثين باستخدام أدوات تسجيل كاستخدام الكاميرات أو الأشرطة والتسجيلات.

§       إن استخدام أدوات التسجيل يمكن الباحث دون شك من الحصول علي واقعية للسلوك ويقلل إمكان الوقوع في أخطاء الملاحظة أو النسيان ، ولكن بشرط أن يتم استخدام هذه الأدوات في ظروف طبيعية وبموافقة الأشخاص الذين نلاحظهم.

مزايا وحدود الملاحظة

§       يستطيع الباحث أن يطلع علي ما يريد في ظروف طبيعية تماما مما يزيد في دقة المعلومات التي نحصل عليها عن طريق الملاحظة.

§       يتم تسجيل السلوك الذي نلاحظه أثناء فترة الملاحظة وهذا يضمن دقة التسجيل ودقة المعلومات أيضا.

يمكن إجراء الملاحظة علي عدد قليل من المفحوصين، وليس من الضروري أن تكون العينة التي يلاحظها الباحث كبيرة الحجم.

v  ولكن هذه المزايا لا تمنع وضع حدود علي المعلومات التي نحصل عليها عن طريق الملاحظة وذلك للأسباب الآتية:

§       إن بعض المفحوصين حين يشعرون بأنهم ملاحظون قد يغيرون سلوكهم ولا يظهرون سلوك حقيقيا.

§       تتطلب الملاحظة وقتا طويلا فقد ينتظر الباحث فترة طويلة حتي يبرز السلوك الذي يلاحظه.

§       قد تتدخل عوامل وقتية تؤثر في السلوك أثناء الملاحظة، وبذلك يكون ما يلاحظه الباحث ليس صحيحا.

§        

تصنيف مناهج البحث

 

يمكن التعرف على منهج أو استراتيجية البحث وذلك بالنسبة لمعظم البحوث ومثال ذلك تصنيف البحوث إلى تجريبية وغير تجريبية، أو تصنيف البحوث إلى بحوث تاريخية ووصفية وتجريبية. ويري جاي (Gay,1990) أن التصنيف الذي يبدو أكثر فاعلية من حيث الإقلال من التقسيمات إلى أقل حد ممكن وزيادة الفروق بين أنواع البحوث إلى أقصى حد ممكن هو الذي يصنف البحوث في خمسة أقسام هي: البحوث التاريخية، والبحوث الوصفية، والبحوث الارتباطية، والبحوث السببية للمقارنة، والبحوث التجريبية. إلا أننا نرى أن تصنيف البحوث في بحوث تجريبية وبحوث غير تجريبية هو التصنيف الأفضل لمناهج البحث، لأن البحوث التجريبية هي النوع الوحيد من البحوث الذي يهدف إلى التعرف على علاقات العلة والمعلول، وبذلك يكون هذا النوع من مناهج البحث فريداً في نوعه من حيث أن له أهدافاً خاصة به تختلف عن أهداف مناهج البحث الأخرى.

 

ويتلخص النظام التصنيفي الذي أقترحه فؤاد أبو حطب، على أربعة أسس يمكن الاعتماد عليها وهي:

1-             تصنيف مناهج البحث حسب بعد الزمن ويشمل ذلك المنهج التاريخي (دراسة الماضي)، المنهج الامبريقي (دراسة الحاضر)، المنهج التنبؤي (دراسة المستقبل).

2-             تصنيف مناهج البحث حسب حجم المبحوثين ويشمل ذلك منهج دراسة الحالة، ومنهج العينة، ومنهج الأصل الاحصائي العام.

3-             تصنيف مناهج البحث حسب المتغيرات المستخدمة في ويشمل ذلك المنهج البعدي، والمنهج شبه التجريبي، والمنهج التجريبي.

4-             تصنيف مناهج البحث حسب الهدف منه ويشمل ذلك المنهج الوصفي، والمنهج المقارن، والمنهج الارتباطي، والمنهج التفسيري. وسوف نضيف فئة خامسة من المناهج التي لا تقبل التصنيف في أي فئة من الفئات السابقة.

وهناك أكثر من أساس يمكن أن نبني عليه تقسيم البحوث وفيما يلي تقسيمين من أكثر التقسيمات شيوعاً واستخداماً وعلى الأخص في المجالات التربوية والنفسية.

 

أولاً: تقسيم البحوث حسب طبيعتها :

 

1-             بحوث أساسية أو بحتة

 

والبحوث الأساسية أو البحتة تسمى أحياناً بالبحوث النظرية وتشير إلى أنواع النشاط العلمي الذي يكون الغرض الأساسي المباشر منه هو التوصل إلى حقائق وتعميمات وقوانين علمية محققة، وأما الغرض البعيد أو النهائي منه فهو تكوين نظام معين من الحقائق والقوانين والمفاهيم والعلاقات والنظريات العلمية. ومن الواضح أن هذا النوع من البحوث يهتم باكتشاف حقائق ونظريات علمية جديدة وهو بذلك يسهم في نمو المعرفة العلمية وفي تحقيق فهم أشمل وأعمق لها بصرف النظر عن الاهتمام بالتطبيقات العملية لهذه المعرفة العلمية.

2-             بحوث تطبيقية:

 

وأما البحوث التطبيقية فتشير إلى أنواع النشاط العلمي الذي يكون الغرض الأساسي والمباشر منه تطبيق المعرفة العلمية المتوفرة أو التوصل إلى معرفة لها قيمتها وفائدتها العلمية في حل بعض المشكلات الملحة. ولا يقصد من الحلول والمعرفة العلمية في البحوث التطبيقية أن تكون مطلقة أو أبدية وإنما هي معرفة وحلول تسهم في تحقيق مشكلات ملحة خاصة وهي قابلة للتعديل والتطوير

ثانياً: تقسيم البحوث حسب مناهج البحث والأساليب المستخدمة فيها:

1-             بحوث تاريخية:

 

      البحوث التاريخية هي دراسة وفهم وتفسير الأحداث الماضية بغرض الوصول إلى نتائج تتعلق بالأسباب والآثار أو الاتجاهات للأحداث السابقة مما يساعد على تفسير الأحداث الحاضرة وتوقع الأحداث المقبلة.

والبحوث التاريخية لها أيضاً طبيعتها الوصفية فهي تصف وتسجل الأحداث والوقائع التي جرت وتمت في الماضي. ولكنها لا تقف عند مجرد الوصف والتاريخ لمعرفة الماضي فحسب، وإنما تتضمن تحليلاً وتفسيراً للماضي بغية اكتشاف تعميمات تساعدنا على فهم الحاضر بل والتنبؤ بأشياء وأحداث في المستقبل. ويركز البحث التاريخي عادة على التغير والنمو والتطور في الأفكار والاتجاهات والممارسات سواء لدى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات الاجتماعية المختلفة.

      ولا يقوم البحث التاريخي بجمع بيانات عن طريق تطبيق أداة معينة، بل يقوم على جمع بيانات متوفرة فعلاً في المصادر، ويشار إلى هذه البيانات بأنها إما أولية أو ثانوية. وتحتوى المصادر الأولية على معلومات من مصادرها المباشرة مثل شاهد عيان أو وثيقة أصلية. أما المصادر الثانوية فهي تلك المصادر التي تحتوي على معلومات غير مباشرة، مثال ذلك وصف حدث معين بواسطة شخص لم يشهد هذا الحدث، وإنما سمع عنه. ومن الصعب العثور على المصادر الأولية، إلا أنها عادة أكثر دقة ويجب تفضيلها على غيرها، ولذلك فإن المشكلة الرئيسية في البحث التاريخي هي وفرة المصادر الثانوية، وندرة المصادر الأولية. ويتضمن البحث التاريخي النقد الداخلي والنقد الخارجي، ويهتم النقد الخارجي بتحقيق أصالة مصادر البيانات. أما النقد الداخلي فيهتم بتقويم جدوى هذه المصادر، وقيمة البيانات المتوفرة، أي درجة دقة وثبات وتحقق الفروض. والنقد الداخلي أمر يتعلق بحكم الباحث نفسه على البيانات، وهذا يجعله مجرد رأي شخصي.

2-             بحوث وصفية Descriptive research:

وتهدف البحوث الوصفية إلى وصف ظواهر أو أحداث أو أشياء معينة وجمع الحقائق والمعلومات والملاحظات عنها ووصف الظروف الخاصة بها وتقرير حالتها كما توجد عليه في الواقع. وتشمل البحوث الوصفية أنواعاً فرعية متعددة تشمل الدراسات المسحية ودراسات الحالة ودراسات النمو أو الدراسات التطويرية.

ويسهل فهم طبيعة البحوث الوصفية إذا حصل الفرد أولاً على بعض المعلومات عن خطوات البحث المختلفة، والطرق المتباينة المستخدمة في جمع البيانات والتعبير عنها، والأنواع العامة التي يمكن أن تصنف تحتها الدراسات.

لا يقوم الباحثون في الدراسات الوصفية مجرد اعتقادات خاصة، أو بيانات مستمدة من ملاحظات عرضية أو سطحية. ولكن كما هو الحال في أي بحث يقومون بعناية بـ (1) فحص الموقف المشكل، و (2) تحديد مشكلتهم ووضع فروضهم، و (3) تسجيل الافتراضات التي بنيت عليها فروضهم وإجراءاتهم، و(4) اختيار المفحوصين المناسبين والمواد المصدرية الملائمة، و (5) اختيار أساليب جمع البيانات أو أعدادها، و (6) وضع قواعد لتصنيف البيانات تتسم بعدم الغموض، وملاءمة الغرض من الدراسة، والقدرة على إبراز أوجه التشابه أو الاختلاف أو العلاقات ذات المغزى، و (7) تقنين أساليب جمع البيانات، و (8) القيام بملاحظات موضوعية منتقاة بطريقة منظمة ومميزة بشكل دقيق، و (9) وصف نتائجهم وتحليلها وتفسيرها في عبارات واضحة محددة. ويسعى الباحثون إلى أكثر من مجرد الوصف فهم ليسوا - أو ينبغي ألا يكونوا - مجرد مبوبين أو مجدولين. يجمع الباحثون الأكفاء الأدلة على أساس فرض أو نظرية ما، ويقومون بتبويب البيانات وتلخيصها بعناية، ثم يحللونها بعمق، في محاولة لاستخلاص تعميمات ذات مغزى تؤدي إلى تقدم المعرفة

 

أنماط البحوث الوصفية:

لا يوجد اتفاق بين الكتاب حول كيفية تصنيف الدراسات الوصفية، إلا أنه من الأيسر على القارئ أن يتعرف على الأنماط العديدة من البحوث إذا استخدم نظام مناسب للتصنيف. لذلك سوف نصنف تلك الدراسات تحت ثلاثة عناوين اجتهادية: (1) الدراسات المسحية، و (2) دراسات العلاقات المتبادلة، و (3) الدراسات التتبعية.

البحوث المسحية:

      يتضمن البحث المسحي جمع بيانات لاختبار فروض معينة أو الإجابة على أسئلة تتعلق بالحالة الراهنة لموضوع الدراسة، إذ تحدد الدراسة المسحية الوضع الحالي للأمور. وقد يبدو البحث المسحي بسيطاً جداً، إلا أنه في واقع الأمر أكثر من مجرد توجيه بعض الأسئلة أو تحديد الإجابات عليها. إذ نظراً لأن الباحث كثيراً ما يستخدم أدوات لم يسبق استخدامها فعلية أن يبني الأدوات التي تصلح لبحثه، وهذه تتطلب وقتاً ومهارة. وهناك مشكلة أساسية تؤدي إلى تعقيد البحث المسحي، وربما إضعافه، وهو نقص ردود أفراد العينة، أي عدم قيام الأفراد بإرجاع الاستبيانات أو الذهاب إلى المقابلات المحددة.وإذا كان معدل الردود منخفضاً، فإنه لا يمكن الخروج بنتائج صادقة من البحث.

      كثيراً ما يقوم أناس من ميادين كثيرة بدراسات مسحية، عندما يحاولون حل المشكلات التي تواجههم، فيجمعون أوصافاً مفصلة عن الظاهرات الموجودة بقصد استخدام البيانات لتبرير الأوضاع أو الممارسات الراهنة، أو لوضع خطط أكثر ذكاء لتحسين الأوضاع والعمليات الاجتماعية أو الاقتصادية أو التربوية

البحوث الارتباطية:

      يحاول البحث الارتباطي تحديد ما إذا كان هناك ارتباط بين متغيرين كميين أو أكثر، ودرجة هذا الارتباط. والغرض من البحث الارتباطي تحديد وجود علاقة (أو عدم وجود علاقة) بين المتغيرات موضوع الدراسة. أو استخدام العلاقات الارتباطية في عمل تنبؤات. والدراسة الارتباطية تتناول عادة عدداً من المتغيرات التي يعتقد أنها ترتبط بمتغير رئيسي معقد مثل التحصيل الدراسي. وتستبعد من الدراسة تلك المتغيرات التي لا ترتبط ارتباطاً عالياً بالمتغير الرئيسي، وتستبقي المتغيرات التي تظهر ارتباطاً عالياً، فقد يرغب الباحث في القيام بدراسات أخرى لتحديد مدى وجود علاقات سببية بين المتغيرات وذلك باستخدام البحوث التجريبية. مثال ذلك: إن وجود علاقة بين مفهوم الذات والتحصيل الدراسي لا يعني أن مفهوم الذات "يسبب" أو "يؤدي" إلى تحصيل دراسي مرتفع، أو أن التحصيل الدراسي "يسبب" مفهوم الذات.

      وبغض النظر عن أن علاقة ما تعني وجود علاقة علة ومعلول، فإن الارتباط المرتفع، يسمح بالتنبؤ. مثال ذلك أن الارتباط المرتفع بين درجات الطلبة في الثانوية العامة ودرجاتهم في الجامعة، قد يعني القدرة على التنبؤ من درجات الثانوية العامة بالأداء في الجامعة. ويعبر عن العلاقة بين متغيرين بمعامل الارتباط الذي تتراوح قيمته بين صفر و  ± 00, 1، وإذا لم يكن هناك ارتباط بين المتغيرين كان معامل الارتباط صفراً، أما إذا كان الارتباط تاماً تبلغ قيمة الارتباط +00, 1 أو -00, 1، وحيث إن من النادر أن يكون الارتباط تاماً، فإن التنبؤ نادراً ما يكون تاماً، ومع ذلك فبالنسبة لكثير من القرارات، فإن التنبؤ الذي يستخدم علاقات بين المتغيرات كثيراً ما يؤدي إلى قرارات مفيدة.

 

 

 

دراسات العلاقات المتبادلة:

      لا يقنع بعض الباحثين الوصفيين بمجرد الحصول على أوصاف دقيقة للظاهرات السطحية. فهم لا يجمعون فقط معلومات عن الوضع القائم ولكن يسعون أيضاً إلى تعقب العلاقات بين الحقائق التي حصلوا عليها، بغية الوصول إلى بعد أعمق بالظاهرات. وسوف نناقش فيما يلي ثلاثة أنماط من هذه الدراسات: دراسات الحالة، الدراسات العلية المقارنة، والدراسات الارتباطية

دراسة الحالة:

تمثل دراسة الحالة نوعاً من البحث المتعمق عن العوامل المعقدة التي تسهم في فردية وحدة اجتماعية ما، فعن طريق استخدام عدد من أدوات البحث تجمع البيانات الملائمة عن الوضع القائم للوحدة وخبراتها الماضية وعلاقاتها مع البيئة. وطبيعة دراسات الحالة هو أن يدرس الأخصائيون الاجتماعيون والموجهون النفسيون عادة شخصية فرد ما، بقصد تشخيص حالة معينة وتقديم توصيات بالإجراءات العلاجية. قد تأتي بيانات دراسة الحالة من مصادر متعددة، فقد يحصل الباحث على شهادة شخصية من المفحوصين، بأن يطلب منهم في مقابلات أو استمارات استرجاع خبرات سابقة متنوعة.

الدراسات العلية المقارنة:

تحاول بعض الدراسات الوصفية ألا تقتصر على الكشف عن ماهية الظاهرية، ولكن - إذا كان ممكناً - كيف ولماذا تحدث هذه الظاهرة، أنها تقارن جوانب التشابه والاختلاف بين الظاهرات لكي تكشف أي العوامل أو الظروف يبدو أنها تصاحب أحداثاً أو ظروفاً أو عمليات أو ممارسات معينة. وتكشف معظم الدراسات الوصفية فقط عن حقيقة وجود علاقة ما، إلا أن بعض الدراسات يتعمق أكثر بهدف معرفة ما إذا كانت هذه العلاقة قد تسبب الحالة أو تسهم فيها أو تفسرها.

3- بحوث تجريبية:

 

وأما البحوث التجريبية فهي التي تبحث المشكلات على أساس من المنهج التجريبي أو منهج البحث العلمي القائم على الملاحظة وفرض الفروض والتجربة الدقيقة المضبوطة. ولعل أهم ما تتميز به البحوث التجريبية على غيرها من أنواع البحوث الوصفية والتاريخية هو كفاية الضبط للمتغيرات والتحكم فيها عن قصد من جانب الباحث. وتعتبر التجربة العلمية مصدراً رئيسياً للوصول إلى النتائج أو الحلول بالنسبة للمشكلات التي يدرسها البحث التجريبي ولكنه في نفس الوقت يستخدم المصادر الأخرى في الحصول على البيانات والمعلومات التي يحتاج إليها البحث بعد أن يخضعها للفحص الدقيق والتحقق من دقتها وصحتها وموضوعيتها.

وفي البحوث التجريبية يعالج الباحث متغيراً مستقلاً واحداً على الأقل، ويلاحظ أثره على متغير تابع أو أكثر. وبمعنى آخر فإن الباحث هو الذي يحدد أي متغير هو السبب وأيها النتيجة، ونوع المعالجات التي يتلقاها أفراد العينة، وأي الأفراد يكونون المجموعة التجريبية وأيهم يكونون المجموعة الضابطة. ومعالجة المتغير المستقل هي الخاصية الأساسية التي تميز البحوث التجريبية عن غيرها من البحوث. والوضع الأمثل في البحوث التجريبية أن المجموعات التي تتم دراستها تتكون بطريقة عشوائية قبل بدء التجربة، وهذا إجراء لا يحدث في الأنواع الأخرى من البحوث، وجوهر التجريب هو الضبط.

أما البحوث السببية المقارنة فإن المتغير المستقل أو "السبب" لا يتم معالجته، بل إنه يكون قد حدث. فالمتغيرات المستقلة هي البحوث السببية المقارنة متغيرات لا يمكن معالجتها، بل هي في الواقع متغيرات تصنيفية، مثال ذلك الجنس (ذكور وإناث)، أو متغيرات لا يجب معالجتها، مثال ذلك الإصابات المخية، أو متغيرات يمكن معالجتها، مثال ذلك طريقة التدريس. وتتم مقارنة المجموعات في مثل هذه البحوث بالنسبة لمتغير تابع، إلا أن هذه المجموعات مختلفة في متغير أو أكثر قبل أن تبدأ الدراسة. فقد تمتلك مجموعة ما خاصية من الخصائص، ولا تمتلكها مجموعة أخرى، وقد تنتمي كل مجموعة مثلاً لمستوى اقتصادي مختلف. وعلى أي الأحوال فإنه من غير الممكن أن يقوم الباحث بمعالجة المتغير المستقل. كما أنه نظراً لأن المتغير المستقل يكون قد حدث فعلاً، فإنه لا يمكن استخدام نفس عوامل الضبط التي تستخدم في البحوث التجريبية.