المتابعون

الخميس، 6 فبراير 2020

طرق تدريس الأحياء


بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة دنقلا
كلية التربية: دنقلا
طرق التدريس الخاصة
الفصل الدراسي الثامن: أحياء
أ. د عمر بشارة أحمد بشارة

الطريقة الأولى (طريقة هونكز)   Honkez (طريقـــــة المختــــــــبر)
         وهي طريقة تركز على المختبر والتجارب العلمية وتشير إلى أهمية ارتباط النظريات والأفكار والمعلومات بالتجارب المخبرية العلمية فهذه الطريقة بحد ذاتها تركز على الإعداد الشامل والوافي للمختبر بصفته يعد المرجعية التي يستفيد من خلالها ويربط ماهو نظري بالناحية العلمية.
         ولذلك فإن هذه الطريقة ترى بأن للمختبر أهمية وفوائد عديدة في  تشكيل وبناء المعارف القائمة على الربط والاستنتاج والتحليل.
            ويمكن القول أن هذه الطريقة تركز على المبادئ التالية:
            1-باستخدام التجارب العلمية والمختبرات يمكن أن نوفر الفرصة للتعلم عن طريق العمل،وبالتأكيد يؤدي ذلك إلى اكتساب المعرفة العلمية التي تتميز بالواقعية والعلمية بدل الاعتماد على الخبرات المنقولة،كما يعد المختبر من أساسيات تعلم مادة العلوم ولاسيما أنه بالتجربة نصل إلى البرهان اليقين وإلى نتائج يصعب التشكيك بها.
         فعلى سبيل المثال : قد يفسر معلم العلوم لطلبته بأن غاز النيتروجين غاز سام،ويبقى هذا مجرد فكرة لدى التلاميذ،ولكن إذا قام المعلم المذكور بتجربة  مخبرية حضر من خلالها مادة غاز(N2) و وضع كائن حي في مكان يوجد فيه الغاز وتسبب ذلك بفقدان حياة الكائن الحي فإن ذلك يكون مبرهنا ومثبتا بأن هذا الغاز سام ، وبذلك يكون عن طريق التجربة قد اكسب الخبرات العلمية الحسية بصورة مباشرة،وساهم في بقاء المادة العلمية المتعلمة والاحتفاظ بها
         الطريقة الثانية: تدريس العلوم بالمنحنى البياني
         هذة الطريقة تركز على مادة بناء العلوم من خلال التفاعل الذي يتم بين المعلم من ناحية والطلبة من ناحية ثانية ومفادها بأنها تقوم على عمليات الحوار والنقاش التي من خلالها نستطيع أن نحدد الخطوط العامة لتدريس مادة العلوم ، فعلى سبيل المثال :
         قد تطرح أسئلة تدور حول انطفاء النار إذا فقد الأكسجين ،ولهذا يمكن أن يسأل بعض الطلبة لماذا تحدث هذه الظاهرة،والبعض الآخر يدلي بإجابات حول هذا الموضوع ،وتكمن وظيفة المعلم في تحديد إجابات الطلبة وتشكلها بحيث تصبح مجموعة من الخطوط العريضة التي يستند إليها،ولهذا فإنال هذه الطريقة تقوم على تشكيل المعارف وعلى بنائها من خلال عمليات النقاش والحوار التي تدور بين المتعلمين والمعلم ويمكن أن نثبت ذلك عن طريق إجراء مجموعة من التجارب الإجرائية.
         الطريقة الثالثة دورة التعلم :
         وتعني طرح مواضيع من مادة العلوم في المناهج على فترات متقطعة وبالتالي فهذه الطريقة تقوم على طرح مواضيع مختلفة بأوقات مختلفة تتعلق بمادة العلوم بحيث تترابط المادة المطروحة بالظروف البيئية الفيزيائية التي تحيط بالطفل ،ولهذا لابد أن يكون لدورة التعلم ارتباط وثيق في تشكيل معارف الطالب.
         ولذلك فإن دورة التعلم الثلاثية لبرنامج المرحلة الابتدائية, صممت بحيث ينسجم هذا البرنامج مع خصائص الطفل النمائية, و يساعد على توفير الظروف و الشروط التي تعين على نموه الفكري" , وتم تطوير هذه الطريقة كإستراتيجية أو أسلوب في تدريس العلوم في المراحل المختلفة
         وتعد هذه الطريقة تطبيقا تربويا و ترجمة لبعض أفكار البنائية و نظرية بياجية في النمو العقلي المعرفي و بهذا تصبح دورة التعلم طريقة في التعلم و التعليم , يقوم الطلبة بأنفسهم بالتحري و الاستقصاء و التنقيب و البحث في العلوم , إذ أنها تقوم أساسا على مبدأ النموذج الاستقصائي , وبذلك تراعي القدرات العقلية للطلبة , و تقدم العلم كطريقة وبحث و تفكير ..الخ ، وبالتالي تهتم بتنمية مهارات التفكير و المهارات العلمية لدى المتعلم , و تنسجم مع الكيفية التي يتعلم بها التلاميذ.
         اهمية هذا الاسلوب :
    1-تتيح الفرصة للفرد المتعلم أن يتفاعل تفاعلا إيجابيا في عملية التعلم.
 2-لهذه الطريقة أهمية في ربط ماهو نظري بما هو عملي ،وهذا يستند إلى اشتراك الطالب في التعلم الصحيح.
3- إن هذه الطريقة تهيئ الفرصة للتعليم على أدوات وأجهزة وتقنيات ولذلك لا بد لنا من تشكيل المعارف بصورة إيجابية.

4- إن هذه الطريقة تلبي حاجات الطلبة وتزيد في مستوى اهتمامهم   ،كما تؤدي في الحصيلة النهائية لزيادة مستواهم المعرفي.
 5-هذه الطريقة مناسبة لجميع الطلبة بجميع مستوياتهم.
 6-تتيح الفرصة أمامهم ليمارسوا العلم ويكتشفوا بعض المعارف نتيجة للنشاطات التي يقومون بها.

الطريقة الرابعة: تعليم العلوم بطريقة الاستكشاف والاستقصاء:
طريقة الاكتشاف و الاستقضاء تعد من طرق التفكير المنطقي الناجح الذي يؤدي في المحصلة النهائية إلى تشكيل مجموعة من المعارف التي يكون لها دور هام في بناء المعارف لدى المتعلم.

وتشير بعض الدراسات أن هذه الطريقة تقوم على أربعة مرتكزات:
· طرح ظاهرة واضحة ومفهومة لدى المتعلم.
· طرح تساؤلات وأسئلة عديدة مترابطة بهذه الظاهرة ومترابطة بمستوى التفكير المنطقي لدى المتعلم.

· جعل المتعلم يقترح الحلول المناسبة حول هذه الظاهرة.
· على المعلم تقييم هذه الحلول وجعل الإجابات النموذجية كخطوط عريضة من خلالها تكتشف قدرات الطلاب وإمكاناتهم .

وفوائد هذه الطريقة بالنسبة لطالب تتمثل في : 
- زيادة المستوى المعرفي لديه.
- تفعيل دورة التعلم داخل الصف.
- تشكيل سلوك علمي لدى الطالب.

         وتشير الدراسات أن هذه الطريقة تمتاز بست نقاط عن الطرق الأخرى وتتمثل في
-1  يصبح الفرد (الطالب) محور أساسي في عملية التدريس.
-2  تنمي لدى الطالب مهارات التقصي والاستكشاف والاستدلال والتجريب.
 -3 تنمي لدى الطالب الثقة بالنفس والإنجاز.
-4  تهتم هذه الطريقة بتنمية المهارات الفكرية.
 -5 تؤكد على أهمية استمرارية التعلم الذاتي.
- 6 هذه الطريقة يكون لها أهمية في تحقيق الأهداف بسرعة وبفعالية.

         وأشار العلماء أن لهذه الطريقة عدة سلبيات :
· إن هذه الطريقة تتطلب عدم مراعاة الفروق الفردية .
· طبيعة التقصي والاكتشاف تتطلب زمن طويل نسبيا إذا ماقورنت بالطرق الأخرى .
· تحتاج هذه الطريقة إلى قدرة فائقة من معلم العلوم لعرض وإثارة التفكير الخاص بالتقصي والاكتشاف .
· احتمال تسرب اليأس إلى نفس الطالب في حالة فشله في الوصول إلى النتيجة.

         الطريقة الخامسة: تعلم العلوم بأسلوب حل المشكلات :
         تعد هذه الطريقة من الطرق التي يتم التركيز عليها في تدريس العلوم وهذه بحد ذاتها تساعد الطلبة على إيجاد الحلول والمواقف ،كما أنها تهدف إلى تشجيع الطلبة على البحث والتنقيب والتساؤل ،والتجريب كما تساعدهم على إيجاد الأشياء بأنفسهم وان الفرق الجوهري بين طريقة حل المشكلات وطريقة الاستكشاف أن في الأولى ،يعرض المعلم على الطالب بعض الظواهر الواضحة نسبيا لديهم،بينما في الطريقة الثانية يقوم بطرح بعض المواقف الغامضة نسبيا لدى الطلبة والتي تتطلب منهم جهدا لابأس به في التفكير.
         تشير الدراسات في مجال أساليب التدريس المختلفة في الجامعات، إلى أن لهذه الطريقة مرتكزات تقوم عليها منها:
          -1طرح قضية تثير التساؤل حول الظاهرة المراد دراستها، فعلى سبيل المثال قد يطرح السؤال التالي: لنفترض عدم وجود مادة الأكسجين في البحار فماذا يحدث للكائنات الحية؟. ولنفترض أنه طلب للمتخصصين في مجال الكيمياء أن يعملوا على إيجاد مادة الأكسجين.ماهي الطرق التي يستخدمونها في إيجاد هذه المادة ؟.
         ·2 وضع نماذج محددة لإجابات الطلبة.
· 3تجمع الحلول التي قدمها الطلبة و تصنف.

         وفي هذا المجال يرى روبرت جانيه أن حل المشكلات تتضمن عمليات عقلية و أكاديمية تعليمية يكتشف الطالب من خلالها حلولا للمشكلات.
            على سبيل المثال : يربط جانية بين التعليم الإشاري الذي يعد من أبسط أنوع التعلم وحل المشكلات فيطرح المثال التالي:
             إذا وضعت الجنادب و هي من الحشرات في الماء فإنها تموت, علل لماذا يحدث ذلك ؟
            هذا بحاجة إلي تفسير منطقي عقلي للوصول إلى القواعد.
         فاختيار المشكلة يعد من أهم ركائز التدريس و لهذا نجد "ميجر" يعرف المشكلة بأنها سؤال محير لابد من تحديد الإجابة علية , و لهذا لابد من تحديد الإجابة علية , و لهذا لابد للطالب أن يحس بهذه المشكلة و لابد أن تكون المشكلة في مستوى تفكير المتعلم ... و لذلك فان عملية التدريس بحل المشكلات تقوم على النقاط التالية:
         
·1 الشعور بالمشكلة ، · 2تحديد المشكلة.3 · جمع البيانات. · 4- وضع الفروض الواضحة  . 5 اختبار الفروض ،   6- الوصول إلى حل مناسب.

         الطريقة السادسة  : طريقة المحاضرة (الإلقاء)
            وهي طريقة التدريس التي تعتمد على قيام المعلم بإلقاء المعلومات على الطلاب مع استخدام السبورة أحياناَ في تنظيم بعض الأفكار وتبسيطها ، وخلالها يتوقع في أي لحظة أن يطلب المعلم من الطالب إعادة أو تسميع أي جزء من المادة التي ألقاها .
         مميزاتها :
         1-تجعل المعلم يعد الدرس إعداداَ جيداَ من جميع الجوانب
2-تساعد الطالب على معرفة ما هو موجود في الكتاب  .

         3-يستطيع المعلم  أن يقسم الدرس إلى أجزاء وفقرات مما يساعد الطالب على الفهم  
4-من الطرق السهلة لتوصيل المعلومة للطالب حيث أن المعلم  يستخدم السبورة لتسجيل بعض النقاط ، او بعض الوسائل التعليمية .

         عيوبها:
         1-يقف المتعلمون موقف المستمع  فقط .
         2- يعد المعلم في هذه الطريقة محور للعملية التعليمية.
         3-يرى كثير من التربويين أنها طريقة مملة تدفع بالطلاب إلى النفور من الدرس .
         الطريقة السابعة : طريقة مجموعات التعلم التعاونية
         وهي من طرق التعلم الحديثة ،  ويقصد بالتعلم التعاوني تنظيم التلاميذ في مجمعات صغيرة لتنمية مهاراتهم ومعارفهم وزيادة تحصيلهم الدراسي، وإكسابهم المهارات العملية.
         خطواتها:
يقوم المعلم بتوزيع تلاميذ الفصل على مجموعات تتراوح بين 3-6 تلاميذ ويعتمد ذلك على الوسائل المتوفرة والوقت، ثم يراعي الامور التالية  :

         1- تحديد رئيس لكل مجموعة.               
         2-ان  تكون المجموعات على شكل حلقات.
         3-ن يعطى كل تلميذ مهمة معينة في مجموعته.
         4- يحدد وقت لبدء التنفيذ.5- استخلاص النتائج من كل مجموعة.
             ويكون دور المعلم هنا توجيه التلاميذ إلى العمل بصورة صحيحة.
         مما سبق يتبين لنا ان طرق التدريس المتعلقة بالعلوم كثيرة ومتنوعة ، وعلى المعلم أن يحرص على دراسة هذه الطرق بعناية وفهم عميقين وان يختار الاسلوب الملائم لموضوع الدرس ، حيث ان اتباع اسلوب واحد نمطي في التدريس لا يحقق الاهداف التربوية المرجوة من التدريس ، كما يجب على المعلم ان يراعي الفروق الفردية بين الطلاب ، والتركيز على الناحية العملية اثناء الشرح عن طريق الوسائل التعليمية .
         معايير اختيار الطريقة في  التدريس :
         أن تناسب الطريقة الهدف من وراء التدريس ( ما يقصد تدريسه ) .
         أن تناسب الطريقة طبيعة المادة الدراسية التي تُدرّّس ( المحتوى ) .      
         أن تناسب الطريقة عدد المتعلمين الذين يُدرس لهم .
         أن تراعي طبيعة  المتعلمين ، و ما بينهم من فروق فردية .
         أن تناسب الطريقة علاقة المتعلمين بالمادة الدراسية ( اتجاهاتهم نحو المادة ) .
         أن تناسب الطريقة خبرة المعلم ( نظرة المعلم إلى التعليم ) ، وقدراته ، ومعرفته بالمادة الدراسية ، واهتماماته ، ومدى ممارسته لطرائق التدريس من قبل .
         أن تناسب الطريقة علاقة المعلم بالمتعلم .
         أن تناسب الطريقة الإمكانات المادية ، والبشرية المتوافرة في المدرسة .
         إلمام المعلم بمبادئ التعلم ( الدافعية - التعزيز- التدرج في التعلم ) .
         أسس نجاح الطريقة داخل الموقف التدريسي :
         أن تأخذ بالترتيب المنطقي في عرض المادة .
         أن تأخذ بالأساس السيكولوجي في عرض المادة من خلال الالتفات إلى ميول المتعلمين ، وقدراتهم ، واستعداداتهم .
         أن تشجع المتعلمين على التفكير الحر ، والحكم المستقل .
         أن تؤدي الغاية والغرض في أقل وقت ، وبأيسر جهد يبذله المعلم ، والمتعلم ، لا تطول إطالة تبعث الملل عند الطرفين معا .
         أن تعمل على ربط المادة المتعلَّمة بالواقع المحسوس ؛ لتكتسب حيويتها ، على أن تربي في المتعلمين  التثبت من المعرفة عن طريق البحث ، والتنقيب ، والاطلاع ، والمراجعة . 
         أن تأخذ في الاعتبار الفروق الفردية بين المتعلمين .
         أن يكون موقف المتعلمين فيها إيجابيا في مراحل الدرس المختلفة ، فتعتمد على نشاطهم ، ومشاركتهم ، فالفاعلية الذاتية للمتعلم تؤدي إلى سهولة التعلم ، وإلى طول مدة بقاء الخبرة في ذهنه . 
         أن تتناسب مع المستوى التحصيلي للمتعلمين ، فما يناسب المرحلة الابتدائية قد لاينا سب المرحلة المتوسطة ، أو الثانوية .
         أن تتناسب مع خبرات المتعلم السابقة .
         أن تتناسب مع عدد المتعلمين في حجرة التعلم
         أن تتناسب وطبيعة المادة العلمية ، والأهداف التعليمية .
         أن تتصف بالمرونة ، وتتكيف مع طبيعة الموقف التعليمي إذا اقتضت الظروف الطارئة على بيئة التعلم ذلك .
         أن تتناسب مع طبيعة المبنى المدرسي ، والظروف المادية لحجرة التعلم .
         أن تتناسب مع الزمن المخصص للتدريس ، وطول المقرر الدراسي .
         أن تتناسب مع سعة أفق المعلم .
         كلمة أخيرة ومهمة حول طرق التدريس
         كل طريقة تدريس لها محاسنها ، ويمكن الاستفادة منها في تدريس المواد على اختلافها .
         لا توجد في طرق التدريس طريقة مثالية تماما ، بل لكل طريقة مزايا وعيوب ، وحجج لها ، وعليها .
         لا توجد طريقة تدريس واحدة تناسب جميع الأهداف المراد تحقيقها ، ولا جميع الموضوعات في المادة الواحدة ، ولا جميع المتعلمات ، وجميع المعلمات ، وجميع المناهج والبرامج .
         كل طرق التدريس يكمل بعضها بعضا ، ومن الخطأ أن ينظر إليها على أنها متعارضة متناقضة، بل هي متكاملة .
         أهم شيء في عملية التدريس هو التركيز على المتعلم .
         على المعلم أن يشعر أنه حر في استخدام الأساليب ، والطرائق التي تناسب المتعلمين ، وتناسب مادته ، وموضوعه ، وتناسب الموقف التعليمي.